الجمعة، 11 ديسمبر 2009

حقوق النسخ ..

كعادتنا اذا كان عندنا غداء عند عمي نؤقت الخروج من البيت على التوقيت اللي نسمع فيه " الحياة كلمة " في الطريق .. واحد سأل الشيخ سلمان عن البرامج المنسوخة اللي نلاقيها ببلاش في الانترنت وان الواحد لو يبغى يشتريها فهي جدا غالية ( يعني قمة الاغراء انك تلاقي اللي بالف وشويا ببلاش .. لا وبكبسة زر بس!!) ..

قلت لأخويا انهم "حراميا" !! المهم اخويا شبه ثار عليا يقول الناس تقول هذول يسرقونا وان البرنامج ما يكلفهم الا مصمم برامج !! وقعد يسردلي التكاليف اللي ممكن تكلفهم .. وكان مدرس اخويا يقولهم الامريكان يضحكو علينا يبيعو السيارة اللي ما تكلفهم 30 الف ب100 الف علينا !! قال اخويا طيب كيف فلست جنرال موتر اجل !!

بعيدا عن تهمة النصب لهذي الشركات كنت أتساءل ان الشركات منزلة البرامج بهذي الاسعار مو لعامة الناس يعني من الممكن ان الشركة ما تهتم كثير بإن مجموعة من المستخدمين الصغار يستخدمو برامجها المنسوخة !! طيب لماذا هذي الشركات ما تنزل نسخ للشركات ونسخ للعامة تكون مخفضة ؟؟ لسبب بسيط .. يقولي اخويا ان مرة راح يشتري برنامج للشركة وقال للموظف اعطيني وندوز نسخة "البزنس" .. قال في الموظف في نسخة "الهوم" ارخصلك !! قال اخويا عارف بس انا شركة وابغا انتاج بزنس ! قال الموظف لا ليش في عندك الانتاج الثاني ارخص كثير ونفس الميزات تقريبا حتى لو انتا راعي شركة !!

كذا صار مافي داعي للأنتاج المخصص "للبزنس" لانه الموظف يتهمك بالغباء لو طلبته حتى ولو انت شركة كبرى ويهمك انك تكون نظاميا وماشي صح براحة ضمير !

انا هاوي فوتوشوب مثلا استخدمه مرة في الشهر هل تسوى اني اشتري البرنامج اللي بمبلغ وقدره وانا طالب على قد حالي !! -قد- لا أؤثر على الشركة كثيرا لو استخدم امثالي البرامج المنسوخة ولكن الضمير قد لايسمح للبعض بهذا الفعل !!

في بعض الدول تخدم الشركات هذه الشرائح بطريقة التوزيع المقنن .. مثلا في كندا توفر الجامعات لطلابها البرامج الاصلية بأسعار مخفضة .. قد تساعدنا الجامعات والمدارس عندنا بأن نحترم حقوق النسخ اذا سهلت بتوزيع البرامج الاصلية لطلابها وللهواة بأسعار رمزية بالتعاون مع الشركة المنتجة للبرنامج ... وهذ ايضا في مصلحة الشركة لانها ستصل الى شريحة اكبر كانت ستتجه للمنسوخ ..

الأحد، 15 نوفمبر 2009

هوايتي القراءة والسباحة والعمل التطوعي !

في الديوانية الثقافية الاسبوع الماضي كان عرض كتاب مالك بن نبي "وجهة العالم الاسلامي " وتمت مناقشة فكرة الكاتب عن أهمية العلاقة بين الفكر والعمل ..

كما كانت في الفترة الماضية " موضة التصوير" نرى الآن "موضة العمل التطوعي" ... ظهرت العديد من المجموعات التطوعية وتوالدت بعض تلك المجموعات لتثمر مجموعات جديدة الا ان الملاحظ في بعض "أو كثير" من المجموعات التطوعية غياب الاهداف المرتبطة بعالم الفكر أو المرتبطة ارتباطا مباشرا بالنهضة والتطوير الا ما ندر- أو ما صدف - وكأن العمل التطوعي بحد ذاته غاية ..

يتركز معظم نشاط المجموعات التطوعية الحالية على العمل الخيري المهتم بمساعدة الفقراء والمساكين والايتام .. ومع التأكيد على اهمية هذا الجانب ووجوب تخصص بعض المجموعات التطوعية له الا أن انصراف الجميع لهذا النوع من التطوع ليس شيئا جيدا ... فالتطوع في الاصلاح الاجتماعي والاخلاقي والفكري للناس أهم من إصلاح بعض الحالات المادية والاجتماعية .. من أمثلة البرامج التي أقصدها : برامج التشجيع على القراءة وبرامج الاهتمام بالنظافة العامة وأدبيات القيادة على سبيل المثال .. مثل هذه البرامج تخدم شريحة مجتمعية أكبر ومجال الابداع فيها كبير ونستطيع بسهولة ربطها بأهداف نهضوية ..

العمل التطوعي الحالي ظاهرة جدا جيدة نرجو لها الاستمرار ولكن المأمول من رواد العمل التطوعي أن يوسعو رؤيتهم بمشاريع جديدة وأن يتصلو بالمثقفين وأصحاب الفكر لمساعدتهم لخدمة أولويات التغيير ..

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009

لزوم النافلة واباحة الظلم !!

سأبدأ بموقف مضحك محزن حدث لذلك المتعاقد :
في عرض العمل تعرض المؤسسة على المتعاقد تذكرة "ونصف" للمتعاقد وزوجته سنويا .. على بالهم (للذكر مثل حظ الانثيين) !! طيب ياحبيبي روح كلم الخطوط عشان يغيرو النظام ويخلوه للذكر مثل حظ الانثيين برضو !!

هذا المتعاقد جاء الى السعودية قبل أكثر من 20 عاما قضاها الى الآن في نفس المؤسسة .. قبل 20 عاما جاء للعمل براتب 1900 ريال شهريا .. والآن وبعد هذه المدة الطويلة لايزيد راتبه عن 3500 بدون مكافأة نهاية خدمة مع تأمين صحي لا يشمله الا هو من بين عائلته المكونة من أكثر من 10 أشخاصا وفي مستوصفين بحجم علبه الكبريت ولا تكاد ان تحصل على خدمات هذين المستوصفين الا بـ"القوة" ... متأكد انهم لو صرفو له دفتر تذاكر "الحكير لاند" لكان أجدى له اقتصاديا !! المشكلة أن هذا المتعاقد عرضت عليه عروض تتجاوز ثلاثة أضعاف هذا الراتب قبل مدة ولكنه آثر أن يعمل مع رجل من "أهل الخير" الذي أكتشف فجأة انه أكل حقوقه بعد ان امتص كل مافي دمه من طاقة !!

والله انه أمر أبدا لا يحتمل ان نرى كل هذا الظلم بين أيدينا في بلد يسمى "ديار الاسلام" !! أي إسلام هذا الذي يهتم بالمظاهر ويبيح الظلم !! أي اسلام هذا الذي يحبذ الصدقة ويبيح أكل الحقوق !! للعلم فصاحب المؤسسة الذي يعمل فيها هذا المتعاقد تتراوح أرباح مؤسسته بين 2 الى 4 مليون سنويا ويمتنع من أن يعدل ويسد حاجة المتعاقدين بينما يحلو له إقامة المشاريع الخيرية !! ... سمعت عن رجل أعمال يملك مجموعة من المصانع ويصرف اللآلاف على المنشورات الدعوية لعمال مصانعه بينما ارتد مجموعة من الاندونيسيين بسبب مالقوه من سوء معامله وتأخير للرواتب !!

سمعنا أن الله أهلك أهل شعيب بسبب نقصهم للمكيال وظلمهم لحقوق الناس ... لكننا لم نسمع اهلاك قوم تركو قيام الليل .. أو قوم لبسو الجينز ... أو قوم أشعلو السيجارة ولعبو القمار !! انها مشكلة اولويات وتضارب في المفاهيم الاساسية للدين !! لا تظنو ان الظاهرة هذه فردية فلقد سمعت وعاصرت من القصص ما أكد لي أن هذا المرض متفشي والمحزن أكثر أنه متفشي بين أصحاب "التظاهر" بالدين !!

الأحد، 8 نوفمبر 2009

باب ماجاء في استعمال " نحن " و "هم "

مع انتشار ظاهرة الاهتمام بالنهضة والتغيير بين المجتمع والشباب خاصة بدأ الكل بالنقد وهذه ظاهرة صحية حيث ان التغيير بصيغة أخرى هو النقد والتصحيح .. لفتت وجهة نظري اننا عندما نريد نقد قضية مجتمعة معينة فإننا نستخدم ضمير "هم" ... واحد يقول : " والله المجتمع اللي عندك متخلف أبدا ما يهتم بالنظام" .. " الناس ما عندهم اي احساس بقيمة القراءة " ..

مع أن مكان استخدام الضمائر في الجمل السابقة صحيح .. الا أني أراه ظاهرة غير جيدة .. فاستعمال الضمير بدون أن يشمل الكاتب أو المتكلم فإنه أولا سوف يعني أنه ليس في دائرة النقد وأنه ليس مطالب بالتغيير ... وإن افترضنا أنه بالفعل ليس بحاجة إلى تغيير فعلى الجانب الآخر فإن هذه الطريقة في استعمال الضمائر لها مضاعفات أخرى ... حيث أن ذلك سيوجد فجوة بين هذه الطبقة المتحمسة للتغير وباقي المجتمع ... حيث دائما الحديث يدور بين نحن وهم ... وكأن هؤلاء يعيشون في كوكب آخر منعزلين عن بقية مجتمعهم ...

حتى وإن كان هناك فرق بيننا "نحن" و "هم" فنحن لا نزال مجتمع واحد ينبغي أن يوحدنا " على الأقل" ضمير واحد ..

السبت، 24 أكتوبر 2009

هل سيحدث تغير في التدوين ؟؟

السلام عليكم ...
لن اكتب الا قليلا ... موضوع اهمني .. واحسبه هو الذي شغلني عن التدوين هنا بعض الشيء ...

فمع ميزات المدونة الا ان الفيس بوك بدأ يسرق بعض الجماهير منها قراء ومدونين ... في الفترة الماضية تأتي لي العديد من الافكار الصغيرة ... كان بإمكاني ان اكبر من هذه الفكرة واجعلها موضوعا لأملأ صفحة مدونتي !! ولكنني افضل احيانا ان اجعل هذه الفكرة مجرد "ستاتس" على الفيس بوك لان الفكرة الصغيرة المختصرة تكون اكثر سحرا وتعمل العقل اكثر وتختصر الوقت لي وللقارئ حيث ان بعض الافكار لا تحتاج لذلك القدر من " التفلسف" !!
نعم للمدونات ميزاتها ولكن للفيس بوك متعته وتفاعله وبساطته وقد يكون تأثيره اكبر لتنوع الشرائح ... زمننا سريع والناس تبغا شي جاهز وسريع وما تبغا المواضيع الطويلة وفيها فلسفة بدون معنى ... انا من هذول الناس !!
شكرا عبدالله .. نبهتني لهذا الموضوع ( :

الاثنين، 21 سبتمبر 2009

العقول بخير .. نصفي قلوبنا ياجماعة

في الطائرة وبالصدفة جلست الى جانب شخص اجنبي استقبلني بابتسامة وبترحيب بطريقة تحسسك انه مستعد لفتح حوار معك ولكنني كنت متعبا جدا فحاولت تجنبه .. في منتصف الرحلة وبعد ما أكلت و بدأت استوعب ما يحدث حولي استدرت نحو الاوروبي اللطيف واكتشفت بعد دقائق انه رئيس قسم كبير بمستشفى الملك فيصل التخصصي .. بسعادة بالغة علمت انه يسكن حاليا في المجمع السكني لأطباء المستشفى الذي تربيت وعشت اجمل سنوات حياتي فيه الى الصف السادس الابتدائي ... ما كان حقيقة يميز هذا المنزل انه في مجمع سكني مغلق وآمن محاط بحراسة فكنا قليلا ما نظل في البيت ... فخارج البيت حياة اجتماعية مليئة بالمتعة والمغامرات والتجارب واحيانا المضاربات ( : .. من تجربتي اعتقد انها من أكثر الاماكن التي من الممكن ان يعيش فيها الطفل طفولته باستمتاع ..

سألت صديقي الدكتور السويدي ما رأيك بالقطاع الصحي في السعودية ؟؟

بشكل عام قال انه جيد .. يقول : " الاطباء لديكم اذكياء وموهوبون مهنيا ولكنهم لا يعرفون ابدا كيف يعملون كفريق .. فكل واحد منهم يجاهد في مصلحته وبعدها تتضارب المصالح ولا احد على استعداد لمساعدة الآخر والوقوف خلفه لسد ثغراته .. الحسد والنظر الى الاخرين بعين الغيرة ... عليهم ان يتعلمون كيف يعملون لهدف واحد وكيف يغطي كل منهم خلل الآخر لتقدم المنشأة !! "

هذا ما أجده جليا ... فحتى - لو – من الله علينا بتلك العقول العظيمة فهذه النفسية في العمل تصدم المواهب ببعضها لتصنع لا شيء سوى انتصارات شخصية تموت بموت الشخص !!

السبت، 22 أغسطس 2009

مذكرات عابر .. رجع من عبوره !!

من إحدى التساؤلات التي دخلت بها الى كندا هو : " لماذا لا نسمع بهذه الدولة العملاقة كثيرا في الاخبار ؟؟ لماذا يفوق ذكر بعض الدول الصغيرة كجيبوتي او اليابان ذكر هذه الدولة العملاقة ؟؟ "
أولا بعض الدول الصغيرة كجيبوتي او الصومال تفوق ذكر كندا بسبب الاضطرابات ..
وأخرى كاليابان تفوقها لأن لديها صناعة مميزة ..
وأخرى كفنزويلا لديها سلاح النفط ( ولسان طويل) ( : ..
وكندا لا إضطرابات .. لا صناعات مميزة .. وثروتها الخام ليست هي النفط بكل بساطة !!

عند حديثي مع أحد الكنديين ... أحسيت بأنه يتحدث عننا عندما قال لي : ( نحن نصدر المواد الخام للغير ليصنعوها لنا ... ثم يبيعونها علينا بسعر أعلى !! ) ... ومع هذا الشبه هناك فرق في تصرف الدولة الكندية بثرواتها الطبيعية ( الثروة الكبرى هي الأخشاب) .. فالدولة هناك تتيح للمستثمرين الاستفادة من المصادر الخام والتنافس فيما بينهم وفي النهاية تجمع الدولة احتياجاتها من الاموال من الضرائب من هذه الشركات و الافراد .. اما لدينا فالضريبة تبدأ من الجهة المعاكسة !! وهو في الحقيقة شيء مريح للأعصاب ان الضريبة تطير قبل ان نراها بين أيدينا وتتعلق بها قلوبنا !! وبجانب الثروات الطبيعية توجد بعض الشركات الكندية الكبيرة التي لا تعتمد على تلك الموارد .. أستغربت عندما عرفت ان شركة الهواتف " بلاك بيري" العملاقة ( اللي بادي سوقها هاليومين ينتعش بقوة في السعودية ) كندية الأصل ..

من الناحية الاجتماعية تتميز كندا بتعدد عرقي كبير جدا ..فمدينة مثل فانكوفر يشكل فيها الصينيون حوالي 30 % (الصينيون فقط !!) وفيها أيضا 10 % اخرى من جنوب آسيا والفلبين ..حتى ان بعض الناس يطلق عليها "هونكوفر" بدلا من "فانكوفر" .. وفيها العديد من الجاليات المختلفة كالعربية والايرانية والهندية ... ومايميز هذه الدولة ويجعل الناس تهاجر اليها بهذه الاعداد الكبيرة هو تساوي الفرص بغض النظر عن خلفيتك !! فمثلا أب العائلة التي أسكن فيها ... مسلم هاجر من كوسوفا أثناء الحرب واستقر في فانكوفر وعمل فيها كمدرب كرة ...وفي أقل من 20 سنة كون ثروة جيدة ولديه أكثر من منزل !! يقول لي : " ان كندا من أفضل دول العالم للعيش فيها " ..

ومع ان التركيب الاجتماعي متعدد الأعراق كأمريكا إلا أنه مختلف قليلا .. فكل جالية تعيش حياتها وكأنها في موطنها .. فالصيونيون لهم أحياؤهم وفيها سوقهم الشعبي والذي تشاهد كل اللوحات فيه باللغة الصينية .. وايضا الجالية الايرانية لهم مناطقهم .. وهكذا .. فلهذا لا تحس ان هناك ثقافة عامة للشعب !!
ولكن الشيء المثير في كندا بالفعل هو الاحترام العجيب لكل البشر .. أسودا كنت أم أبيض .. صغير أم كبير .. مسيحي ام مسلم (أصلا لا يحبون السؤال عن الديانة !!) .. قيمتك هو ما تملكه من معلومات وخبرات .. بعد فترة اكتشفت ان لدي بعض الحسد .. فالصينيون لديهم ثروات كبيرة وكثيرا ما تراهم يتجولون في مركز المدينة بالـ (بورش .. المرسيدس .. البي ام ....) .. اصابني بعض الحسد كيف لهؤلاء ان يستولو على كل هذه الثروات بينما كثير من "أصحاب البلاد" بالكاد يغطون تكاليف حياتهم اليومية !!


دائما عندما يحكي لي أحدهم عن شخص كندي وأريد التأكد ماذا يعني بـ"كندي" أقول له : تقصد " كندي ؟؟ أم كندي كندي ؟؟ "
هناك فرق بين كندي مرتين وكندي مرة واحدة !!
فكندي مرتين غالبا ما يقصد فيها الكنديون من أصول اوروبية .. وكندي مرة واحدة معناها كندي من أصل آخر غير أوروبي .. أما الهنود الحمر فيسمون " السكان الاصليون " أو First nation
طبعا من المعروف ان الهنود الحمر هم أصحاب الأرض الاصليين الذين سكنوها منذ حوالي 10,000 سنة أو اكثر .. ثم بعد اكتشاف كولمبوس والاسبان لأمريكا بدأ الاوروبيون يهاجرون الى كندا من ثلاث دول أساسية : أسبانيا .. انجلترا .. والبرتغال .. وهذي الاصول الثلاثة هم أصل " الكنديين الكنديين " ..

في النهاية عندي معلومة بسيطة .. الطلاب المبتعثين السعوديين يتدفقون بقوة الى مدينة فانكوفر .. ولكن ماهو السبب ؟؟
عندما يأتي المبتعث يبحث عن الدول المتاحة للابتعاث يجد فانكوفر بينها .. يبدأ الاخ يبحث عن المدن .. ثم كالعادة يدخل الى قوقل التي تقوده الى المنتديات وبالخط العريض يجد : " فانكوفر الفائزة بلقب أجمل مدينة في العالم لثلاث سنوات متتالية !!"
طبعا هذا كلام منتديات كعادتنا يسوي من البيضة دجاجة سودا !! الاصل ان مدينة فانكوفر لم تفز بأجمل مدينة في العالم أبدا .. أنما أفضل مدينة في العالم للعيش فيها !! وذلك بسبب انها من أنظف مدن العالم وأقلها تلوثا بسبب الانظمة الصارمة .. ومستواها المعيشي جيد .. وحقيقة أنصح بها كمدينة تجمع بين التمدن والتطور والريف الهادئ النقي ..

الاثنين، 10 أغسطس 2009

مجتمع الفيس بوك .. فرصة جيدة ..

يعرف مالك بن نبي تمزق الشبكة الاجتماعية في المجتمع بأنه : " عندما لا يعود مجتمعا .. بل مجرد تجمعات لا هدف لها كغثاء السيل "

اذا هل من الممكن اعتبار الفيس بوك من قبيل ظاهرة "مجتمع" ام ظاهرة " تجمع أو تجمهر " ؟؟
في البداية اظن ان المجتمع عبارة عن شيء كبير بداخله العديد من التجمعات ..

و هناك فرق كبير بين كوننا "تجمع" او كوننا "مجتمع" !! يحتاج الموضوع الى مناقشة والى تفكير بالنسبة لي حتى أوجد الفرق .. ولكني احس ان الفرق الاولي ان "التجمع" لا يغوص الى افكار الشخص وانما يكتفي بوجود شيء مشترك يكفي ليشارك هذا الشخص في التجمع او التجمهر .. الشخص المشارك في "التجمع" لاتتأثر افكاره الا في الموضوع المشترك الذي جعله ينضم للتجمع ..

اما المجتمع فهي كلمه اعم .. الشخص المنتمي للمجتمع يدخل تحت دائرة التأثير في كافة نواحي حياته .. في المجتمع يحدث شد وجذب للوصول الى توافق اكبر للحصول على توجه واحد للأفراد المكونين للمجتمع .. ونحن نحتاج ان نكون من الفيس بوك "مجتمعا " لا ان يكون مجرد " تجمع "..


في البداية كان الفيس بوك عبارة عن وسيلة تسلية بالنسبة لي .. وسيلة تعارف تربطك بأصدقائك القدامى او توصلك الى أشخاص تندم انك للتو تعرف عليهم !! مكان لعرض صورك والتعليق عليها .. ولكن بدأت أعيي مؤخرا ( هذا الاسبوع فقط ) بعد نقاش عن تضييع الوقت في هذا المكان ان بإمكاننا ان نصنع من الفيس بوك مكانا مثاليا لصنع "مجتمع " تناقش فيه الافكار وتوضع فيه روابط " زبدة " ما في النت من أخبار ومقالات ... حقيقة تعرفت مؤخرا على اناس لا اعرف عنهم الا افكارهم وعقلياتهم .. أناس رائعين .. لولا الفيس بوك لم تحصل لي مثل هذه الفرصة .. ما يميز الفيس بوك انه في مكان يمتزج فيه عالم الخيال والمثاليات مع عالم الواقع .. الجدية مع التسلية ... وهو نادرا ما يتوفر لك عندما تكون متكئا في غرفتك !!

كتب احدهم في الامس " لماذا لا نكون نقابات في الفيس بوك ؟؟ نقابة مهندسين .. محامين .. اطباء .. معلمين ؟؟ " .. فكرة رائعة ايضا ..

اقتراحات :
- ابحث عن نوعية اصدقاء راقية تفيدك كثيرا .. من خلال مشاهدة الاصدقاء المشتركين بينك وبين الناس الراقية .. ( فالطيور على اشكالها تقع غالبا ..بس احيانا ممكن تلاقي غراب بالغلط بين الكتاكيت ...) !

- ادخل بنية الاستفادة والقراءة بجانب التسلية .. كنت لا افتح بعض الروابط المفيدة لاني كنت اعتبر ان وقت الفيس بوك للمتعة وليس للتعلم !!

- ليست مشكلة بأن تضيف عدد كبير من الاصدقاء .. بالعكس فهو شيء ايجابي من خلاله توصل الاشياء المفيده لاكبر عدد من الناس .. واذا كنت خائفا من تضييع وقتك فبإمكانك انك تضع لهم خيار"اخفاء" .. (تشوفهم ولا يشوفوك) ..

الخميس، 6 أغسطس 2009

مذكرات عابر -4-



هي مجرد ملاحظات صغيرة .. ظواهر او سلوكيات لا اجدها في بلدي .. أشياء أعجبتني .. ليست من باب الاعجاب دائما .. وانما نقل الاخبار والخبرات !!


-----


حقانية بلا حدود ..


الشعب هنا حقاني بدرجة كبيرة ومملة بصراحة !! الفلوس هنا تعني الكثير ( وهي تعني الكثير عندنا ايضا بالطبع ) .. ولكن هناك سلوك يصف درجة شدة الدقة ...
احيانا يبقى لك مبلغ متبقي صغييير جدا بعد دفعك لأغراضك .. يعني مثلا يبقى لك 7 سنت .. اي تقريبا 25 هللة سعودية .. استغرب انه وبدون سؤال ارى الباقي يرد الي !! المشكلة ان جيوبنا امتلأت بالقروش وفي النهاية لا تساوي معظم هذه القروش شيئا !!
يازين السعودية .. يبقالك نص ريال فيرمي لك العلكة احيانا واحيانا اخرى يتناسى بينما تنسى انت كذلك !!
احس ان سلوكنا هذا وان دل على عدم الدقة يدل في نفس الوقت ان " الشغلة حبيه " .. تحس ان سلوكنا فيه تسامح وغض الطرف .. بينما السلوك هنا يدل على سيادة قيمة المال !!


-----


فضفضة !!


خلال تجولنا في بهو جامعة SFU استوقفني اعلان على الحائط ... لم استوعب الفكرة جيدا فاستعنت بابن عمي الذي يدرس في هذه الجامعة .. بالفعل انها فكرة رائعة وخدمة اجتماعية متميزة تقدمها الجامعة لطلابها .. فكطالب في هذه الجامعة يحق لك الاتصال بهذا الرقم .. ليرد عليك شخص على الطرف الاخر لا يعرفك ولا تعرفه ولا يطلب منك اي معلومات شخصية .. مهمته فقط ان يوسع صدره ويستقبل فضفضاتك .. ليست مهمته استقبال الاستشارات الاجتماعية .. وإنما ان يكون المكان الذي يستطيع الطالب من خلاله البوح بأسراره ومشاكله حتى ولو كانت المشكلة لا تحتاج الى حل .


-----


جمعية البر !!


كنا عائدين الى البيت فتجولنا في حارتنا التي تقع على جبل يطل على مدينة فانكوفر (منطقة بيرنبي) .. اعجبني التصرف وان كان فيه شيء من العشوائية !!


"شاشة كمبيوتر تعمل ... فضلا خذها"


فالفقير او الجمعيات الخيرية قد لاتريد احيانا منك شاشة كمبيوتر .. قد يكون جارك في حاجة اليها !!
في الحقيقة افتقدت هنا جمعية البر بقوة !! فالطعام الزائد قد لا تجد من يأخذه منك او تحتاج الى جهد في البحث عن من يأخذه .. فنضطر حقيقة الى التخلص من الطعام الزائد ..
ولكن أعجبتني جمعية تطوعية تركت رسالة صوتية على هاتفنا تقول اننا سنمر غدا لأخذ الملابس الزائدة وتوزيعها على المحتاجين !! اترك الملابس الزائدة في الخارج ..

-----


ياليت قومي يعلمون


من الاشياء التي تجعلني افضل استخدام الباص انه يتيح لي فرصة اكبر للتعرف على المدينة والناس وطباعهم ..
كان احدهم يمشي على طرف الشارع ... وبالخطأ سقطت من حقيبته قارورة ماء فارغة .. لم ينتبه اليها الا من صوت وقوعها .. نظر خلفه ... رجع اليها والتقطها ... ( ما نبغى الا اننا ما نرمي بالعمد !!)
انها التربية بالدرجة الاولى ... وفي نفس الوقت عندما تشتري قارورة ماء يحسب عليك المحل قيمة اضافية هي قيمة القارورة .. بامكانك استرداد هذه القيمة من خلال ارجاع القارورة لأي محل ..



الأربعاء، 29 يوليو 2009

مذكرات عابر -3-

عند وصولي في اليوم الاول اشتريت بطاقة الباص التي تمكنني من استخدام اي باص في اي وقت ولأي مكان .. حتى لو قررت ان اجلس في الباص اتجول من طلوع الشمس الى غروبها فلن يمنعني احد من ذلك !! كنت متحمسا ان أجاوب على تساؤلي الذي كنت أفكر فيه قبل ان أصل الى فانكوفر .. كيف لمدينة بمثل هذا الحجم ان تعتمد على نظام الباصات والنقل العام ؟؟ واذا كانت التجربة ناجحة هنا فهل يعني ذلك انها ممكن ان تنجح في مدينة مثل الرياض ؟؟
في البداية هناك فرق بين الرياض وفانكوفر مع ان كلاهما مدن كبيرة .. فشوارع فانكوفر اصغر ولا وجود لطرق سريعة داخل المدينة .. استغربت ان معظم السكان المستقرين في هذه المدينة يستعملون سياراتهم غالبا .. ولكن بالرغم من ذلك توجد شريحة كبيرة تستخدم الباصات والقطارات .. باعتقادي ان هذه الشريحة اما من الطبقة الكادحة او الطلاب او من الطبقات الاخرى ولكن يستعملون الباصات بين حين وآخر لتنقلات معينه خاصة الى مركز المدينة (الداون تاون) بسبب ازدحام المواقف ووجود الرسوم عليها ..

نظام النقل هنا ليس بجودة نظم النقل في مدن اخرى صغيرة مثل نظام مدن بريطانيا فنظام النقل في مدينة كامبردج البريطانية يدخل الى داخل الاحياء ويوصلك احيانا الى امام باب بيتك اما هنا فيوصلك الى الحي الذي تعيش فيه وعليك اكمال الباقي مشيا .. اتوقع لو تم وضع نظام شامل للنقل العام في الرياض فسيكون اما بجودة نظام فانكوفر او اقل .. مثل هذا النظام لا يعتمد عليه بشكل كلي فهو يحتاج الى كثير من المشي وشعبنا وانا منهم لن يتنازل عن سيارة مكيفة وبأسعار بنزين خيالية وبمواقف مجانية الى نظام نقل يتطلب مني انتظار الباص ثم المشي الى مقصدي ..

لسوء حظي ان المحطة التي انزل فيها من الباص تقع في تقاطع شارع يعتبر من مراكز تجمع المشردين (homeless) .. عندما انظر الى وجوههم احس انني انظر الى مخلوقات اخرى .. بالفعل فوجوههم غريبة وتصرفاتهم اغرب .. فهم كالمجانين ان لم يكونو بالفعل كذلك !! يعيشون في الشوارع .. لا يعملون .. حياتهم عبارة عن معادلة بسيطة : اكل + شرب + نوم + قهوة + مخدرات .. لا اتوقع انهم يعيون ان هناك زمن او وقت .. لا يعلمون ان هناك دولة او نظام !! اكبر تجمع لهم في فانكوفر والمدن المجاورة بسبب انها ادفئ مدن كندا في الشتاء ...

الجميل في النقل العام انك ترى الناس كل صباح هذا ممسك بقهوته والاخر بجريدته فيزيد نشاطك بدل ان تكون لوحدك في سيارتك تتصارع مع النوم .. اشاهد الناس من حولي وأحاول ان أتخيل انماط حياتهم .. انها بالفعل قائمة على العمل والمتعة .. اعمل لاجني ما يمكنني من الاستمتاع .. وهذه حياتهم .. صحيح ان منهم من يعيش لاهداف سامية ولكنهم قليلون !! الجميل في الاسلام ان من يعيشه فهو يعيش لهدف سامي .. هدف لنفسه وهدف لمجتمعه والارض التي يعيش عليها .. وكلا الهدفان متداخلان .. فمن عاش ليبني شيئا في الاخرة فلا بد ان يطبق تعاليم دينه في خدمه الناس ... ومن عاش ليخدم الناس فقد خدم هدفه الاخروي ...
فكرت في الدافع الذي يدعوني للدعوة الى الاسلام ... كان الدافع الذي في نفسي ولم اعيه هو دافع حب انتصار الدين ... فأحب ان يزيد عدد المسلمين حتى يرتفع شأنهم ويشار الى هذا الدين المتنامي .. لكني اكتشفت ان هذا الدافع اناني .. ان الدافع المفترض ان يكون دافع حب بني البشر .. حبنا للبشر يدفنا الى جعلهم يتذوقون حلاوة هذا الدين .. حبنا للبشر يدعونا الى ان نجعل لحياتهم طعما واهدافا يعيشون ويموتون لأجلها ... حبنا للبشر لنخرجهم من الظلمات الى النور .. ومن الكآبة الى السعادة ..

الأحد، 19 يوليو 2009

مذكرات عابر -2-

يوم الجمعة هنا آخر ايام الاسبوع .. لا أدري لماذا فارقني احساس كئابة يوم الجمعة المعتادة !! من المحتمل انه يوم ولادة ( الويكند ) هنا على غير العادة ان يكون هو هادم اللذات !! لكن بالرغم من ذلك يشترك الجمعة هنا وهناك بأنه يوم مشهود لكل مسلم ... فأفراد الجالية الذين قد يهجرون المسجد طيلة الاسبوع يتواجدون في الثانية ظهرا هنا .. مشهد المسجد هنا بأن يكون مركزا للمسلمين تنطلق منه مشاريعهم وتتوحد فيه همومهم يذكرني بدور المسجد أيام الرسول عليه الصلاة والسلام .. بعد انتهاء الصلاة وعلى غير ما تعودت يدب النشاط في المسجد بدل ان ننصرف بخشوع .. الاصدقاء يلتقون في مجموعات صغيرة ترتفع اصواتهم وضحكاتهم .. على الابواب ينتشر جامعو التبرعات .. عند المدخل انتشرت رائحة الطعام من الطاولة الممتدة ... حقا انه يوم الجمعة .. يوم الاجتماع ..

في يوم الجمعة ايضا يجتمع الطلاب في النادي السعودي قبيل المغرب .. الغريب في الامر ان هذا النادي الرائع الذي يجمع الطلبة السعوديين وعائلاتهم قائم بشكل شبه كلي على الطلبة ماليا و اداريا .. اليوم جرى الترتيب لمعرض "اكسبو" (انصح بمشاهدة الفيديو) ... كم اشعر بالحزن كيف ان هذا المعرض المهم للتعريف بالاسلام والبلد لا يلقى الدعم الحكومي الكافي لتغطية تكاليفه .. وكم احس بالفرح عندما اعلم ان معظم هذا المجهود الجبار يأتي بمبادرات الطلاب وجهدهم واموالهم ... بتضحياتهم حصلو على المركز الاول في معرض السنة الماضية من بين العديد من الدول .. وهم في طريقهم اليه في هذه السنة بإذن الله ..

اليوم ولأول مرة أسمع عن معهد محمد صلى الله عليه وسلم لبحوث الكون .. انها المبادرة التي صنعت هذا المشروع الطموح .. فعالم الفضاء البروفسور الفقير وهو مسلم كندي أراد ان ينشأ معهدا علميا بحثيا في مجاله مبادرة منه ليحاول ان يعيد المسلمين الى مسارهم في علم الكون والفضاء خاصة بعد ان رأى ان الكثير من قيادات مراكز بحوث الفضاء العالمية يديرها مسلمون .. كم كان كلامه مؤثرا عندما قال ان الفضاء يحوي مراكبا عليها كل لغات الكون الاساسية .. الصينية .. الهندية .. الانجليزية .. الا اللغة العربية ...
لدينا المال الكافي والعقول المبدعة فلماذا لا ننظم تجمع لهؤلاء العلماء حتى يصبو جهدهم في خدمة شعوبهم وأمتهم بدل خدمة غيرهم ؟؟ هكذا فكر البروفسور .. اتصل بالعديد من هؤلاء العلماء على رأسهم البروفسور المصري فاروق الباز ومعه قرابة 25 عالما اخرا .. حسب الخطة فإنهم سيطلقون قمرا بعد 5 سنوات بإذن الله مكتوب عليه "محمد" .. وحكى لنا البروفسور قصة اختيار الاسم "معهد محمد صلى الله عليه وسلم لبحوث الكون" .. فعندما اتصل البروفسور بالسلطات الكندية لتسجيل المعهد رسميا قال له المسؤول ان محمد اسم ديني .. ولك الخيار ان تختار بين منظمة دينية او منظمة علمية بحثية !! فحاول البروفسور اقناعه بأن محمد صلى الله عليه وسلم اول من دمج الدين مع البحث والعلم .. وبدأ بسرد القصص له .. وعندما انتهى قال له المسؤول : " كيف اصبحت مسلما ؟؟ " .. فقال له البورفسور : " ارجوك لا تعلن اسلامك الآن على الهاتف فهذا سيسبب لي الكثير من المشاكل !! " ... الجميل في المعهد انه لا يرتبط ببلد ولا بجنسية ... انه معهد اسلامي عالمي مقره كندا .. لا يهدف فقط لصنع مركبة فحسب وانما لتوعية عقول الجيل المسلم الحالي الى اهمية العلم ... فلديه العديد من البرامج الجماهيرية للجالية المسلمة في كندا ..

هنا نقطة لفتت نظري .. كيف لبلد ننظر اليه معاديا للإسلام يوافق على انشاء مثل هذا المعهد فوق ارضه و
بهذه التسمية بالذات ؟؟ تساوي الفرص هو مايميز هذا البلد .. اتمنى ان ادون عن هذا لاحقا ..

الخميس، 9 يوليو 2009

مذكرات عابر -1-

انتظرت على البوابة ثم دخلت في النهاية بعد ان تلاشى الازدحام .. لا ادري لماذا يتسابق الناس على البوابات بهذه الطريقة !! والله الدنيا ما تطير !!

في مطار فرانكفورت الذي انتظرت فيه 6 ساعات كون الشباب السعوديون روابط صداقة جديدة وسريعة ... يجلسون مع من تيسر لهم ويبدؤون في "السواليف" ولا ينتهون الا مع نداء الطائرة .. لم يحالفني الحظ فلم اجد احدى هذه المجموعات التي تعرفت عليها لاحقا .. او ان الحظ حالفني انني لم اضيع تلك الساعات معهم !! بعد ان سمعت اصوات ضحك عالية في المطار رفعت رأسي عن رواية دان بروان لأرى من هؤلاء الذين يضحكون بهذه الاصوات العالية ... لا بأس عليكم يا عرب ترفعون رأسنا في كل محفل !!

في الطريق من فرانكفورت الى فانكوفر كان المقعد الذي بجانبي خاليا ... بعد فترة طلب احد السعوديين من المضيفة الانتقال بجانبي حيث ابتلي بجيران مشغولين !! يقول لي : ( والله هذول شغيليين ... من يوم ما دخلت وهم يكتبو !!) .. سألته عن سبب مجيئه لدراسة اللغة فشرح لي هدفه ان يتوظف في شركة بريطانية تعمل في السعودية .. قلت له : ( طيب اذا حققت هدفك ايش هدفك الاكبر من هذا ؟) ... قال : ( يعني لو توظفت في هذي الشركة كم سنة اجمع فلوس وانقل المدينة وابنيلي عمارة واعيش باقي حياتي هناك !!) ..قلت : ( يعني هذا اكبر هدف في حياتك ؟؟ ) ... اطن انه اول مرة يسمع هذا السؤال !! الحمد لله بعد النقاش كاد ان يفهم ان اذا كانت اهدافنا الكبرى شخصية فماذا أضفنا وما هي مساهمتنا في النهضة !!

وصلت فانكوفر واستقبلني ابن عمي العزيز وقمنا بجولة في فانكوفر ...النظرة الاولى انها مدينة كبيرة ..لم اشاهد اي سعودي في الشارع فكما علمت ان بؤرة السعوديين هي " الداون تاون" .. زرنا النادي السعودي وكان مكانا رائعا .. اقيمت دورة رائعة واستمتعت كثييييرا بها ... حيث قضيتها نائما كالميت على احدى الكنبات بعد اكثر من 24 ساعة من السفر !!

الأربعاء، 1 يوليو 2009

الروح ... رخصية عظيمة

في الكتاب الرائع "نقطة التحول" قرأت نظرية رهيبة تنطبق على كثير من مظاهر الحياة .. " الاشياء او المظاهر الصغيرة تصنع تحولات كبيرة" ...

مالفرق بين خطوط طيران وأخرى ... كلها دفعت ملايين على طائراتها ومرابط طائراتها ومع ذلك يكون الفرق في اشياء بسيطة جدا ... منديل حار تقدمه لك المضيفة مع ابتسامة ... او طعام جيد وما الى ذلك ...

دخلت مقهى اندلسية في جدة الرائع حقيقة في نشاطاته الثقافية كنادي القراءة فيه ... ولكني كزبون لمقهى ماهي الاشياء الصغيرة التي جعلتني اعجب بهذا المقهى ...

ككثير المقاهي يوجد مقاعد مريحة وإضاءة جيدة وقهوة ممتازة .. ولكن ما ميز هذا المقهى هو الروح ... تحس انك لا تتلقى خدمات بل تدخل في جو ثقافي رائع ... فالكتب عن يمينك .. والاناشيد الاسلامية الراقية من فوقك بصوت هادئ ...

عندما جاء الموظف ليعطيني مشروبي انحنى بابتسامه ووضعه على الطاولة بجانبي وقال كلمات مثل "شراب هني" او كلمة كهكذا وتحس كأنك تجلس في العصر العباسي ... حقيقة لم افهم العبارة الطويلة التي قالها لانه لا يجيد العربية ويبدو ان ادارة المقهى هم من طلبو منه قول هذه العبارة بالتحديد ... بعد قليل مر علينا هذا الموظف بصحن وبداخله مجموعة كبيرة من قصاصات الاوراق المطوية .. قدم الصحن امامي وقال : " تفضل حكمة اليوم " ... فتحت تلك القصاصة الصفراء بهدوء ... وبحماس شديد :

"لم صديقك سرا ... ولكن مجده امام الاخرين "
ليوناردو دافنشي

كان تأثيرها علي مختلفا ... لم تكن كحكمة اسمعها من صديق او اقرأها من موقع .. احس انها كانت موجهة لي بالتحديد ... وكأن الحكمة تخاطبني ... احتفظت بها مطوية في محفظتي ..

هل تكلف هذه القصاصات الورقية وطباعتها أو الابتسامة والعبارة الجميلة شيئا !! انها تترك انطباعا رائعا وجوا مثاليا وتصنع الفرق والتميز للمحل والمنشأة ...
روح المحل .. روح المنشأة ... انها من تصنع الفرق ..

الأحد، 28 يونيو 2009

دقيقة كورة خير من قنطار سياسة !!

أكون كثيرا بين أصدقائي ويكون الموضوع الذكوري المضروح والمتجدد دوما هو الحاضر والمسيطر على النقاشات .. (الكورة) ... لا مشكلة عندي من متابعتهم للمباريات ... ولكن (اللي يرفع الضغط على قولتهم) طريقة مناقشاتهم التي لا يرجى منها اي منفعة ... فلا كوزمان يصغي لهم ولا حتى "يحزنون" يصغي !!
تجد المناقشات تشتد : ( والله لو دخل الشلهوب كان صار وصار ... ) ... والثاني يرد ويحقر من اقتراحاته .. واشد ما أكرهه قولة ( فريقنا فاز ) او (فزنا عليكم ) !! مين انتو ؟؟ والله ما جابو خبرك يا ابو الشباب ...

ايش الشي الاساسي اللي جعلني انقهر من هذه المناقشات ؟؟
انهم يتكلمو بحماس ومتابعة شديدين عن شي ليس في يدهم اي حيلة او تأثير على مجرياته ...

طيب

اليست السياسة تشبه هذه الحالة ...

الناس كلها تحلل وتسب وتمدح وتعيد نفس الكلام .... وتشغل كثير من وقتها على متابعة المجريات السياسية ... اذا ماكان لنا اي تأثير في السياسة فحتصير زي الكورة ... كلام كثير بدون أي تأثير ... السياسة ليس لها اي فائدة (بالعكس مضيعة للوقت ومتلفة للأعصاب) اذا ماكان لنا هدف من متابعتها او تأثير عليها .. واذا ما كان لها فائدة لك فأنصحك بالكورة أفضل لصحتك فيقال ان السياسة- قد - تقصر عمرك 5 سنوات !!
تساؤل :

لماذا تتابع الاخبار السياسية ؟؟ كيف تستفيد من معلوماتك السياسية ؟؟

الاثنين، 22 يونيو 2009

الله لا يبلاكم

أحيانا تحصل أشياء بالغلط ولكن تكون لمصلحتنا .... زي اللي تجيه نيوزوييك لفترة طويلة الى حد بيته مع ان اشتراكة انتهى من فترة طويلة ( : (اعترف ياراجل) ... انا تجيني مقاطع صوتية للشيخ سلمان العودة يوميا وفي آخر الرسالة "للاشتراك ارسل الرقم ... " ... الحمد لله مستمتع بها ببلاش .. هل اخلاقيا اني استمر استلم الرسايل خاصة ان اصعب شي اني اتواصل مع مزودي خدمات الرسائل !!

المهم اليوم جاني مقطع تحدث الشيخ سلمان فيه عن معنى الابتلاء ...

(الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم أحسن عملا )

فالمصيبة ابتلاء ... والنعمة ابتلاء ... لان معنى الابتلاء هو اختبار لتصرفنا تجاه حوادث الحياة خيرها وشرها ..
تكمن المشكلة اننا نعي الابتلاء عندما يكون مصيبة وشرا يلحق بنا اكثر من ابتلاء النعمة ... فعند المصيبة نلتجؤ الى الله ونتذكر وقتها القضاء والقدر ونحتسب اجر الصبر اما عند الابتلاء بالنعمة فإن الانسان غالبا يرجع النعمة بمنطقه الى تسلسل احداث و المجهودات التي بذلها ... عندها لا يعي انه مبتلى ايضا ..

لو تخيلنا رجلان ... احدهما ابتلي ولده بالاعاقة والثاني ابتلي بالمال ... سنتخيل غالبا ان أجر صبر المبتلى بإعاقة ولده أكبر من المبتلى بالنعمة ... هل هذا صحيح ؟؟
لست متأكدا في الحقيقة لكن ...
النجاح في الابتلاء بالنعمة اصعب من الابتلاء بالمصيبة لان القلب يتوجه تلقائيا الى ربه في المصيبة ... الابتلاء بالنعمة يحتاج الى جهد أكبر ...

انها دعوة ان ننظر الى النعم التي نحظى بها يوميا بمنظار الابتلاء ونتصرف على انها اختبار من الله ... دعوة لان نعي ان الله كما يبتلي غيرنا بالامراض والمصائب يبتلينا بالنعم ... فنلتجأ الى الله ليعيننا على ابتلاء النعم كما نلتجأ اليه عند البلوى ... فكلها بلوى !!

الجمعة، 19 يونيو 2009

بكل بساطة ... مين فاز في النهاية ؟؟

أحيانا الصغار على برائتهم يصير لهم اهتمامات غريبة فعلا ... مثلا اخويا الصغير عمره 7 سنوات بس مهتم بأشياء غريبة فعلا على عمره ما شاء الله ..

مثلا قبل فترة كنت للتو داخل الى البيت بعد الصلاة وأسمع اصوات ضرب منتظمة فوق ( طاخ ... طاخ ) ... طلعت والا الاقي اخويا الصغير هذا ماسك شبشب حمام الله يكرمكم ونازل ضرب على شاشة التلفزيون .. خييييير ... انا ما استوعبت الموقف الا لما لقيت صورة جورج بوش يصرح في أحد المؤتمرات الصحفية !! الغريبة ان اخويا كان سابق منتصر الزيدي !!

اليوم .. كنت أذاكر أحياء وجا نفس أخويا الصغير بعد ما طفش من العاب النجاح ودخل الغرفة وانسدح السرير ... غمض عيونه وفتحها والتعب بادي عليه وقال : ( أبان ... مين فاز فلسطين ولا أمريكا ؟؟) ... حاولت امسك نفسي من الضحك واحاول اخلي نفسي جاد بأقصى درجة عشان يدخل جو ...
قلت : ( طيب ايش دخل امريكا ) ...
قال : ( الحرب اللي صارت !! ) ...
قلت : ( أجل قصدت اسرائيل ؟؟ )
فتح عيونه وقال : ( ايييييييوه ... اسرائيل ... مين فاز المسلمين ولا اسرائيل ؟؟ ) ..
انا تورطت ولا عرفت أجاوب .... حسيت انها صارت مباراة ... قلت : ( صار تعادل !!) .. (: .. وكملت : ( طيب انتا ايش تسوي عشان تساعدهم يفوزو ) ...
قال : ( كل يوم ارجع من المدرسة احط في الظرف ريال ) .. ضاع اجره مسكين !!
قلت : ( كويس ... بس ايش تساعدهم في شي ثاني !! بس تساعدهم بالفلوس !! )
قال : ( الفلوس اهم شي في العالم ) ..
قلت : ( صح ... بس ليش احنا عندنا فلوس كثيييير ولا فزنا !! )
سكت شويا ... بعدين ضحك وقال ما ادري ...
حقيقة حتى انا راعي السؤال ما عرفت اجاوب للأسف ..

الثلاثاء، 16 يونيو 2009

استرخي حتى لاتفكر !!

هل تطبق وتصدق تلك الطريقة للتفكير العميق : استرخي على سريرك مع اضاءة خافتة من خلال بضعة شموع وزعها على أنحاء الغرفة مع نشر روائح الريحان البري ( في اصلا ريحان بري !!) ..

دائما ما اسمع هذي الطريقة بأنك تسترخي وتبدأ بالتفكير ... ولكن هل تعمل هذه الطريقة للتفكير بكفاءة ؟؟
في مدرسة (المشائية) التي اسسها أرسطو كان الطلاب يناقشون امورهم العلمية والفلسفية ويفكرون بها خلال مشيهم في مدرستهم المسقوفة ..

عندما اريد ان افكر في موضوع مهم ولا يكون بين يدي شيء فلا أستطيع ان افكر فيه بعمق وغالبا أؤجل التفكير فيه ... ثم وعندما انشغل بشيء آخر يبدأ الموضوع بالغليان في ذهني ... أحاول ان امشي واكتشفت انها الطريقة المثلى للتفكير .. طبعا في حالات أخرى يكون التفكير مركزا وبناءا خاصة ان الشيطان يمدك ببعض العون على التركيز (انتبهو لافكاركم في الصلاة يمكن تكون شيطانية !!) .. اتذكر قصة سمعتها ولا ادري عن مدى صحتها ولكنها تعجبني ونسيت تفاصيلها لذلك التفاصيل من عندي !! ... أحدهم نسي اين دفن كنزه وماله وبعد ان حاول وعصر كل خلايا ذهنه انعصر مخه ولم يتذكر !! فذهب للشيخ : ( ياشيخ داخل على الله ثم عليك ضيعت كنزي وعجزت اوصل له ) ... قال له الشيخ : ( قم صلي والله يفتح عليك )... فرد عليه : ( اقولك ابغا كنزي تقول صلي ... والله انك غريب !!) ... لكن قال خليني أجرب وصلى وأتاه الشيطان الرجيم في صلاته وعصر له مخه باحترافيه فتذكر الرجال مكان كنزه فقطع صلاته وطلع كنزه !!

بعض الناس يفضل ان يأخذ (دش) حار (او بارد على وصاية مريم نور) ويبدأ بعد ذلك سيل الافكار عنده ... مثلا الشيخ ارخميدس لما فشلنا وطلع للناس بدون ملابسه " وجدتها وجدتها " كان في مغطس مائي يفكر بعمق ...
لأهل الرياض الذين يقضون ربع اعمارهم بين خريص والملك فهد اعتبر ان السيارة مكان ممتاز للتفكير ..
اخيرا بعد ما شفت الحالات التي افكر فيها بفعالية أكبر جمعت بينها واستنتجت :
عندما يكون جزء من المخ مشغول بنشاط ما ( استحمام .. مشي .. قيادة سيارة ... .. .) أو عندما يكون الجسم في حالة غريبة ( مسترخيا في ساونا مثلا ) فإنه يفكر بفعالية أكبر !! فقط اشغل جزء من مخك وبعد ذلك سعيطيك جزء التفكير فعالية أكبر .. يمكن يكون لها دخل بـ"أوكل الشغل لمشغول"

مثال من الواقع : هذه الافكار لم تأتيني إلا في عز المذاكرة ( :
هل يحدث لك ما يحدث لي و تصدق ما قلته ؟؟ ام انك تصرف نصف دخلك على الشموع وتستلقي على سريرك تفكر ؟؟ ما هي افضل طريقة تفكير عندك ؟؟

الأحد، 14 يونيو 2009

ضياع ديني -2-

هنا استكمالا للتدوينة الماضية من كتاب جفري لانج ... لم أكمل أكثر من نصف الكتاب الى هذه اللحظة ولكني فضلت ان تكون وقفات صغيرة ... الايام الجاية اختبارات ربنا يعيننا ونكمل الكتاب في هذي الفترة .. قد تكون الافكار ليست مرتبة بشكل جيد ولكن استحملوني لاحاول ايصال ما فهمت ...

يقول :
" بما ان الله هو كمال الفضائل التي ينبغي ان نكتسبها فإننا كلما نمونا فيها ازدادت قدرتنا على معرفة الله والاحساس به ، وكلما ازددنا نموا في الرحمة تعاظمت مقدرتنا على معرفة رحمة الله غير المحدودة ، وكلما ازددنا رأفة ازددنا مقدرة على معرفة رأفة الله"
هنا اتخيل انني اشاهد رسما بيانيا ... حيث رحمة الله لا متناهية وبجانبها الرحمة التي نتحلى بها ... وكلما ازددنا رحمة بمن حولنا من بشر وحيوان ونبات كلما ارتفع مستوى الرحمة عندنا بجانب رحمة الله اللامتناهية وبالتالي زيادة ادركانا لرحمته سبحانه الغير محدودة ... وكما يقول جفري : " ولكي نزداد قربا من الاخرين فاننا نتوجه اليهم بما نشاركهم فيه " .. وكلما ارتفع مستوى رحمتنا زاد فهمنا للإسم "الرحيم " واقتربنا منه سبحانه وبالمثل لباقي أسمائه سبحانه : " كلما كان مستوى الخير عندنا اعلى كانت مقدرتنا على ادراك الخير اللامتناهي الذي هو الله والارتباط به اكبر "


في التدوينة الماضية كتبت عن العبارة :
"في صميم اي مواجهة او حدث دنيوي فرص الهية للنمو الروحي"
هنا سأذكر احدى الفرص هذه ... فنحن لا نعرف قيمة الرحمة الا عندما نقع في موقف نحتاج فيها الى رحمة الآخرين ... فبالاضافة اللى تعلقنا بالله سبحانه ارحم الراحمين في مثل تلك المواقف ... نكتشف اهمية رحمة البشر لأخوانهم البشر... ففرصة الاكتشاف لاهمية الرحمة مثلا من خلال المصائب هي فرصة للنمو الروحي من خلال ادراك لدورنا المفترض و القيام به ..

كيف نتعبد الله سبحانه من أخلاقنا ؟؟ ما العلاقة بين أخلاقنا والقرب من الله ؟؟
" للعبادة في القران مفهوما شاملا يمتد الى ما وراء الشعائر ... في حين ان الشعائر الدينية تشكل جزءا يسيرا من العبادة "
هل الله سبحانه امرنا في " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون" لنلتزم المساجد ونتصوف ونتقوقع ونمضي يومنا بين الركوع والسجود والقراءة والتسبيح !! أكيد ليس هذا المقصود ..
فالشعائر كما قال جفري هي جزء يسير ... ثم يأتي بعد ذلك دورنا في الابداع في العبادات كل على حاله .. "فعندما نساعد زميلا لنا من البشر فإننا نكشف عن حبنا لله ولكنه حب يفتقر الى الفورية والحميمية التي يتصف بها الاتصال المباشر " ... ومن اسماء الله تعالى تكون كثير من هذه العبادات كالرحمة والعون والعفو والود التي هي عبارة عن أخلاق انسانية أساسية ... فكلما ازددنا من تطبيق هذه الاخلاق الانسانية الاساسية المشتقة من اسماء الله الحسنى ازددنا قربا من الله واحساسا به ... ولهذا - والله أعلم – جاء في الحديث "إن من أحبكم إلي ، وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة ؛ أحسنكم أخلاقا "صحيح الترغيب 2649 ... لان صاحب الخلق الحسن قد قرب احساسا بوجود الله وارتقى بتمثيله لله سبحانه في الارض ... فكما قال جفري : " ويعني هذا التمثيل – اي تمثيل الله في الارض – بذل اقصى الجهد ليصبح المرء أداة لله توصل ما يوحي به من خير الى الاخرين " ... فالخلافة للأرض كما قال هي ان نكون الاداة التي توصل اسماء الله سبحانه الى الاخرين ونحسسهم بها ...
ويقول جفري لانج عن الشعائر : " فإنها تزودنا كذلك بوسيلة مباشرة لايصال حبنا الى الله "
فالشعائر الاساسية كالصلاة والصيام و فهم القران هي الصلة المباشرة والاساسية بالله سبحانه وتعالى التي من خلالها نستقي ونتلقى اسماء الله الحسنى ... ثم يجيء دورنا في السير في الارض وتعميق الصلة بيننا وبين الله سبحانه من خلال نقل ما تلقيناه الى الارض والبشرية وبذلك أدينا الخلافة وأدمنا الصلة ..

الأربعاء، 10 يونيو 2009

ابشركم .. جيناتنا بخير

انها مفرحة لانها تربت على اكتافنا وتطمئننا ان جيناتنا سليمة ولا تحتاج الى اي تعديل !! ومحزنة لما تكشفه من كم الطاقات التي نملكها ولكنها تهدر للأسف ويأتي غيرنا ليكشفها لنا ..
لا احب اسلوب النقد خاصة في المواضيع المستهلكة ولكني هنا مجرد (شاهد ما شفش حاقه ) ..


في جامعة الفيصل في الرياض والتي أتوقع لها ولطلبتها مستقبلا علميا باهرا سأل ذاك البروفسور الاجنبي (أظنه امريكي) الطالب علاء الذي يدرس سنوات الطب الاولى عن اسم عضلة في الساق ... تخبط الطالب ولم يعرف الاجابه لكنه حاول ان يستنتج اسم العضلة فأعطى للبروفسور اسما جديدا للعضلة من علاقة استنتجها علاء بين هذه العضلة وعضلة اخرى في الساق ... طبعا كانت الاجابة خاطئة ولكنه تسائل لم لا تسمى بهذا الاسم ؟؟ وانتهى المشهد الاول هنا ..

المفترض ان ينتهي المشهد هنا دائما في نظم تعليمنا ... هذا ان لم يمتد الا التجريح في هذا الطالب (اللي عامل نفسو ذكي ) !!

ولكن..

تفاجأ الجميع بعد اسبوعين من هذه الحادثة باعتراف مجلة عملية طبية عالمية بهذا الاسم الجديد للعضلة !! خلال هذين الاسبوعين كان البروفسور يراسل المجلة وفي النهاية اثمرت جهوده .. وسجل هذا الاكتشاف باسم الطالب علاء الذي لا يزال في بداية مشواره الطبي ..


اترك لخيالكم الواسع ان تتخيلو في حال حصل نفس هذا الموقف مع هيئة تدريس في احدى جامعاتنا الوطنية العريقة !!

لسنا بحاجة الى تطوير المعلم ليرعى مواهب طلابه واكتشافاتهم وانما ليرعى تساؤلات طلابه وأخطائهم ايضا ..

الثلاثاء، 2 يونيو 2009

ضياع ديني


أقرأ في كتاب "ضياع ديني" لعالم الرياضيات الامريكي المسلم جفري لانج ... بداية الكتاب رائعة جدا بسؤال ابنته الامريكية (هو امريكي يعني بنته حتكون ايه !!) ذات التسعة سنوات سؤالا غير عادي : (بابا .. ماذا ستفعل ان صرت مسيحية في يوم ما ؟؟) ...


فيبدأ جفري بعد ذلك بمحاولة رصد اسباب نفور كثير من المسلمين الامريكيين عن الدين والمسجد ... ثم يبدأ في الاجابة عن بعض تساؤلات بديهية وجريئة وردت اليه من بعض المسلمين الامريكيين الاسلام ..


يشرح جفري نصوصا قرآنية بطريقة رائعة لم تخطر على بالي وفتحت لي ابوابا جديدة للتفكير بعض النصوص القرآنية ومقاصد الشريعة .. وما اجمل شرحه لايات : " وإذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة ...."

يقول جفري : " في صميم اي مواجهة او حدث دنيوي فرص الهية للنمو الروحي "

بعد قراءتي لهذه العبارة تركت الكتاب جانبا وبدأت افكر ...انه مفهوم جديد للدين والعبادات ..

فالحياة عبارة عن محطات اختبار هي التي تكشف المؤمن الصادق من المشكك ومن الكافر " ليبلوكم أيكم أحسن عملا " ... اذن اساس الجزاء يوم القيامة يكون على تصرفنا وتفاعلنا مع الاختبارات والمصائب الدنيوية ... ولكن كيف يكون للبشر ان ينجحو في هذه الاختبارات من دون اعداد ؟؟

هنا يأتي دور الشحن الروحي ... فالعبادات هي المعين الاول في هذه الاختبارات حتى نواجهها بثقة وبطاقة روحية تجعلنا نختار التصرف السليم ... ومن فضل الله ان جازانا على تلك المعينات ولم يتركنا نواجه الدنيا بمصائبها و اختباراتها وشهواتها وملذاتها الجذابة بدون عون ثم يحاسبنا على تلك التصرفات ..

فنحن نستزيد اساسا بالعبادات تهيئا للاختبارات اليومية ... فبقدر ما يزيد جهدنا في التهيئة والتعبد بقدر ماتزيد فرص النجاح في ان تكون خياراتنا اليومية تابعة لمرضاة الله ... وفشلنا في مواجهة اغرائات الدنيا اليومية راجع الى التقصير في التهيء لها ..

الخميس، 28 مايو 2009

انها الحياة ... حواجز لا تنتهي


قبل فترة كنت أمني نفسي بانني " سأعيش الحياة " عندما أنتهي من تلك الفترة الصعبة ... ولكني اكتشفت فجأة بعد فترة من عودتي لحياتي الطبيعية ان ذلك الحاجز الغير العادي لم يكن سوى حاجز من حواجز الحياة اللامتناهية... فكلما تغلبنا على حاجز ما ظهر آخر ... تلك الحواجز قد تكبر احيانا وتصغر اخرى ولكن لا تختفي ابدا ... فطبيعة نفوسنا تفرض وجود حواجز والتي قد تكون مختلقة احيانا بسبب عدم وجود حاجز فعليا ..

بعد هذه التجربة البسيطة اكتشفت انني اذا أجلت استمتاعي بلحظتي الحالية الى ظروف تصورتها فلن اعيش السعادة أبدا ... ولكنني سأعيش بسعادة اذا عشت يومي باستمتاع مع نفسي اهلي واصدقائي ومحيطي مهما أحاطت بي من ظروف ... ومهما واجهت من حواجز ...

الخميس، 21 مايو 2009

ادمان " الكوكوبفس "


بعد ان انتقلت الاشارات العصبية من معدتي الى دماغي لتخبرني برسالة الجوع توجهت لا اردايا الى مطبخنا الصغير لأبحث عن شيء ما يوقف تلك الاشارات المستمرة ... فتحت الدولاب ورأيت علب " الكورنفليكس " ... لم اتمالك نفسي وبدأت بسرعة ابحث عن " الكوكوبفس " ذلك النوع الرائع من " الكورنفلكس " ... حمدت الله انني وجدت بعضا منه في داخل الدولاب فوضعت شيئا من "الكوكوبفس" وصببت فوقه بعضا من حليب المراعي الطازج ... وبدأت ألتهم هذه الوجبه بشهية حيث يرجعني هذا الطعم الرائع الى سنوات الطفولة الرائعة حيث كنا واخواني سويا نتناولها كثيرا ...
هل كل الناس مثلي يقدرون هذه الوجبة المتواضعة ؟؟ واذا لم يكونوا كذلك فلماذا ؟؟

ان ما اعتدنا عليه في الصغر يمثل جزءا كبيرا من مقدساتنا الحالية ... من "الكوكوبفس" الى قيمنا الكبرى ... والحقيقة اننا لسنا تماما من اخترنا هذه المقدسات ... انها عائلاتنا !!

الجمعة، 15 مايو 2009

بين الطرفين

كانت فكرة رائعة من البرنامج الرائع " الحياة كلمة " ..

فأي مجتمع لابد وفيه تطرف اما يسارا او يمينا وقد ترتفع نسبة هذا التطرف او تنخفض ولكن تبقى النسبة الاكبر للوسط ..


فعندما نريد ان نعمل على قضايا المجتمع واصلاحها يجب ان نركز على الوسط ونصلح فيه ولا نجعل تركيزنا على فئات التطرف القليلة والتي قد يبرزها الاعلام ويضخم من نسبتها ويرددها كثيرا الا اذا بدأت هذه القضايا تتجه لان تشكل نسبة كبيرة من الوسط !!

ان نطور مجتمعنا ونرقى به هو ان نرتقي بوسطنا ونزيد من وعيه وادراكه وثقافته ... ان نرقى للحضارة هو ان نرتقي بنوعية وسطنا ..

الثلاثاء، 12 مايو 2009

نطرية الرجل العائم ..


يقول ابن سينا في نظريته "الرجل العائم " :

" تخيل وجود رجل يعوم في الغرفة بدون اي مدخلات حسية ، فما من ضوء وما من جاذبية ، أي ما من أمر حسي من أي نوع ، فهذا الرجل يعوم في ظلام حالك وهو لا يحس بأي شيء بما فيه جسده وذلك لان اعضاء جسده لا تتلامس مع بعضها البعض ، ولنقل ان هذا الرجل خلق على هذا الوضع فهل سيكون قادرا على التفكير ؟ هل يستطيع العقل البشري التفكير في اي شيء دون اي مدخلات حسية خارجية ؟ وإذا ماستطاع فما الذي قد يفكر فيه هذا الرجل ؟ أيمكن ان يكون الرجل العائم على وعي بأي شيء ؟ "

فهنا طرح اين سينا فكرة ان :
المدخلات والاحتكاك بالعالم هو اساس الوعي ...

ثم اجاب ابن سينا على تساؤلاته بأنه هل سيفكر هذا الرجل العائم وبماذا سيفكر ؟؟
اجاب :

"نعم فعلى الرغم من عدم وعي الرجل ببيئته أو أي شيء خارجي فإنه على الاقل سيكون على وعي بوجوده !! "

فمجرد الوجود في هذا العالم يعمل العقل ويفكر..
ولكن ما يصنع العقل الواعي هو عدم الاقتصار على دائرة حياتيه واحده والخروج منها الى العالم الواسع مع التفكير فيما يستجد عليه في مظاهر هذا العالم ...

فبقدر ما يزيد احتكاكنا ... بقدر ما يزيد وعينا وادراكنا للعالم من حولنا ...