الجمعة، 14 أكتوبر 2016

التفاصيل الصغيرة



لأول مرة جربت الخطوط الكندية في أول عودة للرياض منذ بداية البعثة .. كان لدي انطباع سيء لا أعرف سببه  .. توقعت أنها بمستوى الخطوط الامريكية التي كانت تجربتي معها دون المستوى. تفاجأت بطائرة جديدة جدا  Boeing 787 –Dreamline 
وهي احدث طرازات بوينق التي تفخر بها الشركة وتعتبرها نقلة في عالم الطيران .. مع ذلك كان الانطباع عاديا ..



بعد التوقف في فرانكفورت اكلمنا رحتلنا للرياض على خطوط لوفتانزا .. ومع أن الطائرة كانت أقل حداثة وكلاهما قدما نفس الخدمات الأساسية .. الا ان تفاصيلا صغيرة أعطت لوفتانزا تفوقا واضحا .. كيس صغير من البسكوت المالح ومشروب في بداية الرحلة .. ما ان تنتهي منها حتى يأتيك منديل حار معطر ومنعش .. بالإضافة الى تعامل الملاحين بابتسامة مستمرة واهتمام لتلبية كل طلب .. هذا كل الفرق ! هذه التفاصيل الصغيرة في أمور غير جوهرية تعطي المسافر تجربة مختلفة جدا وشعورا بالراحة والاهتمام ..



فكرة التفاصيل والاهتمام بها قضية تحدث فارقا في كل الامور .. التحدي يكمن في نقل مفهوم التفاصيل لبعض المهن وجوانب الحياة .. صدفةً قرأت مقالا كان الأكثر ارسالا في موقع صحيفة النيويورك تايمز لذلك اليوم .. وهو لشاب في بداية الثلاثينات توفت زوجته الشابه فجأة بسبب نوبة أزمة صدرية حادة .. الرسالة وجهها لكل الطاقم الذي ساهم في خدمته هو وزوجته التي لم تمكث اكثر من أسبوع في المستشفى حتى فارقت الحياة  .. الرسالة عبرت عن كبير امتنان للطاقم بأكمله من الأطباء إلى عمال النظافة .. امتنان كبيرعلى الرغم من انهم لم ينجحوا طبيا من انقاذ حياتها .. 


التفاصيل الصغيرة هنا كان السر .. تجربة فريدة غمرته بامتنان لايوصف .. على سبيل المثال ، في فترة الغيبوبة وعندما يضطرون لاعطائها أي ابرة فإنهم يعتذرن مسبقا لها ويحدثونها وكأنها تسمع .. كانوا يسألون عنها وحياتها وشخصيتها ويستمعون بكل اهتمام .. وعندما حانت ساعة وفاتها وافقوا بأن تأتي قطتها لتلقي عليها النظرة الأخيرة في غرفة العناية المركزة .. وأتو بفرقة أوركسترا صغيرة لتعزف لها  بجانب السرير ..


بإمكان كل منا ان يحدث تغييرا كبيرا في أي مجال بجهد بسيط .. المردود سيكون أكبر بكثير من الجهد .. فأنت تفعل الشيء نفسه تقريبا ولكن بقليل من الإضافات .. فكر بتفاصيل ستضفيها على عملك وتفاعلك مع الناس!