الأحد، 8 أبريل 2012

دعوة للتحرر


بالتأكيد لايتساوى الفعل ورد الفعل .. فالفعل بناء .. أما رد الفعل فقائم على الترقب .. ينتظر الهفوات ليقتات عليها ..


كثيرا مايعمل عامل الجذب معي .. هذه المرة أكرمني بهذه العبارة من الصديق عبدالله بن عمر :

"إن الذي يصرف معظم وقته في صناعة ذاته سيكون أكثر إفادة لأمة الإسلام من الذي يقضي معظم وقته في متابعة أخبار أمة الإسلام؛ لأن الأول يفعل والآخر ينفعل، والفعل أدوم أثرا من الانفعال"


إشغال الوقت بردات الفعل مشتت لكثير من الجهود .. فكيف إذا كان كل توجه الشخص الفكري عبارة عن ردة فعل !


مع شروق شمس كل يوم يزداد الشباب انفتاحا واطلاعا بينما يظل الخطاب الديني على نفس ماهو إن لم يزدد سوءا في محاولة للسيطرة على الموقف –مع استثناءات - .. لن يرجع الزمن للوراء .. وأسلوب الأمس بالضرورة سيزيد واقع اليوم سوءا ..


لدينا جانبين متطرفين من ردتي الفعل كسرو كل أدوات الحوار ودخلو في حرب لن توصل إلى شيء في أحسن الأحوال .. فصاحب الخطاب الديني القديم يقصي أصحاب الاتجاه الآخر ويتهمه في دينه .. والجانب الآخر يرمي عدوه بأسلوب لايقل سوءا عن بشاعة الاتهام في الدين ..


بعد كل هذه المقدمة وباختصار :

سأقدر من يدخل في هذ الصراع إذا حقق شرطا :

" هو شخص مقتنع تمام الإقتناع أن الحرب التي يخوضها ستقرب الطرف الآخر له أو ستقنعه " ..


العقل حر في اختيار الحقيقة الأقرب إليه .. إنما المهم أن يكون خارج تلك الحرب ..يبحث عن الحق أين كان.. بدون تشنج أو توتر مسبق .. بدون أن يكون مؤدلجا لاتجاه معين يثبت خطأ المضاد ويهاجمه حتى قبل أن يدرس قضيته !


المحارب سيحرم نفسه وسيضيع كثيرا من جهده في مشروع غير بناء .. وإن كان يبحث عن التغيير فالتغيير سيتواجد أكثر في التفكير الهادئ والعميق الذي يخطط ويدرس ويختار قضاياه !


صحيح أن تبيين خطأ الأفكار القاتلة لرقي المجتمع أمر مهم .. لكن الصراع ليس السبيل الأمثل لذلك !


في النهاية اقتباس اعجبني للفيلسوف طه عبدالرحمن :

"لئن كانت عادتي النفور الشديد من أن أتكلم في ما كثر فيه الكلام بين الناس ، فذلك لأني أشعر وكأن وراء ذلك أوامر يصدرها أصحابها لقنوات اعلامية معينة ، حتى تجر العالم إلى الخوض فيه لأغراض غير بريئة .. فضلا عن أنه لاشيء أبغض للفيلسوف من أن يكون تابعا لا متبوعا"