الاثنين، 23 مارس 2020

بين التثقيف الصحي والاستعراض .. شعرة!


هل يشتكي الأطباء كثيرا في وسائل التواصل الاجتماعي من جداول مناوباتهم الممتلئة؟ ام من الجهد النفسي او الاحتراق الوظيفي من عملهم؟ شخصيا لا اجد ذلك الامر شائعاً. الأول لان هذا الشيء هو المتوقع من المهنة بطبيعتها، ولعدم وجود سبب وجيه لان يسرد الطبيب فجأة معاناته او يبحث عن دور بطولي من خلال عمل عادي يتوقع منه!

الطريف في أزمة كورونا أن البعض حوّل عمله المتوقع منه كطبيب المتوقع منه خدمه مرضاه ومجتمعه، إلى شخص يسرد تضحياته ومعاناته وكيف أنه يضحي من اجل مجتمعه أو الإنسانية! كيف أنه مكث في المستشفى لينام غيره في بيته، كيف أنه عرّض نفسه لخطر مرض قد ينتقل إليه أو لعائلته. إن كنت في المجال الطبي، فأنت معرض لهذه المخاطر بديهيا قبل أن تبدا مشوارك ، وهذا أمر يحدث بشكل روتيني من بدايات رحلتك كطبيب!
 
. أكاد أجزم أن الخطر اليومي الذي تمر به كطبيب بداية من الإرهاق البدني في ساعات العمل، او الإرهاق النفسي والاحتراق الوظيفي يفوق خطره عليك خطر فيروس احتمال ان تدخل بسببه لحاله صحية حرجة امر ضئيل حسابياً. نعم قد تكون سببا في ان ينتقل المرض لمن تحب من المعرضين لخطر أكبر، ولكنها "فترة وتعدي" بإذن الله وقد تحتاج أن تبتعد عنهم قليلاً.

الحالة التي يمر بها البعض تظهر لك ان الانسان مهما كان لديه من اهداف نبيله، فإن لديه تلك الرغبة بأن يقدّر الناس بذله وجهده، وقد يستغل الظروف لتحقيق ذلك. الإنسان هو الإنسان، يبحث عن التعاطف في الفرص التي قد يستجيب من حوله لنداءاته.

 كطبيب، لا أنكر الجهد العظيم الذي يقوم به زملائي، خصوصا من ناحية التوعية على وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن، دوما هناك الشعرة التي ينبغي علينا ألا نتجاوزها!

الأمور قد تتطور وقد تكون هناك المزيد من التضحيات! حفظ الله الجميع