الأحد، 15 نوفمبر 2009

هوايتي القراءة والسباحة والعمل التطوعي !

في الديوانية الثقافية الاسبوع الماضي كان عرض كتاب مالك بن نبي "وجهة العالم الاسلامي " وتمت مناقشة فكرة الكاتب عن أهمية العلاقة بين الفكر والعمل ..

كما كانت في الفترة الماضية " موضة التصوير" نرى الآن "موضة العمل التطوعي" ... ظهرت العديد من المجموعات التطوعية وتوالدت بعض تلك المجموعات لتثمر مجموعات جديدة الا ان الملاحظ في بعض "أو كثير" من المجموعات التطوعية غياب الاهداف المرتبطة بعالم الفكر أو المرتبطة ارتباطا مباشرا بالنهضة والتطوير الا ما ندر- أو ما صدف - وكأن العمل التطوعي بحد ذاته غاية ..

يتركز معظم نشاط المجموعات التطوعية الحالية على العمل الخيري المهتم بمساعدة الفقراء والمساكين والايتام .. ومع التأكيد على اهمية هذا الجانب ووجوب تخصص بعض المجموعات التطوعية له الا أن انصراف الجميع لهذا النوع من التطوع ليس شيئا جيدا ... فالتطوع في الاصلاح الاجتماعي والاخلاقي والفكري للناس أهم من إصلاح بعض الحالات المادية والاجتماعية .. من أمثلة البرامج التي أقصدها : برامج التشجيع على القراءة وبرامج الاهتمام بالنظافة العامة وأدبيات القيادة على سبيل المثال .. مثل هذه البرامج تخدم شريحة مجتمعية أكبر ومجال الابداع فيها كبير ونستطيع بسهولة ربطها بأهداف نهضوية ..

العمل التطوعي الحالي ظاهرة جدا جيدة نرجو لها الاستمرار ولكن المأمول من رواد العمل التطوعي أن يوسعو رؤيتهم بمشاريع جديدة وأن يتصلو بالمثقفين وأصحاب الفكر لمساعدتهم لخدمة أولويات التغيير ..

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009

لزوم النافلة واباحة الظلم !!

سأبدأ بموقف مضحك محزن حدث لذلك المتعاقد :
في عرض العمل تعرض المؤسسة على المتعاقد تذكرة "ونصف" للمتعاقد وزوجته سنويا .. على بالهم (للذكر مثل حظ الانثيين) !! طيب ياحبيبي روح كلم الخطوط عشان يغيرو النظام ويخلوه للذكر مثل حظ الانثيين برضو !!

هذا المتعاقد جاء الى السعودية قبل أكثر من 20 عاما قضاها الى الآن في نفس المؤسسة .. قبل 20 عاما جاء للعمل براتب 1900 ريال شهريا .. والآن وبعد هذه المدة الطويلة لايزيد راتبه عن 3500 بدون مكافأة نهاية خدمة مع تأمين صحي لا يشمله الا هو من بين عائلته المكونة من أكثر من 10 أشخاصا وفي مستوصفين بحجم علبه الكبريت ولا تكاد ان تحصل على خدمات هذين المستوصفين الا بـ"القوة" ... متأكد انهم لو صرفو له دفتر تذاكر "الحكير لاند" لكان أجدى له اقتصاديا !! المشكلة أن هذا المتعاقد عرضت عليه عروض تتجاوز ثلاثة أضعاف هذا الراتب قبل مدة ولكنه آثر أن يعمل مع رجل من "أهل الخير" الذي أكتشف فجأة انه أكل حقوقه بعد ان امتص كل مافي دمه من طاقة !!

والله انه أمر أبدا لا يحتمل ان نرى كل هذا الظلم بين أيدينا في بلد يسمى "ديار الاسلام" !! أي إسلام هذا الذي يهتم بالمظاهر ويبيح الظلم !! أي اسلام هذا الذي يحبذ الصدقة ويبيح أكل الحقوق !! للعلم فصاحب المؤسسة الذي يعمل فيها هذا المتعاقد تتراوح أرباح مؤسسته بين 2 الى 4 مليون سنويا ويمتنع من أن يعدل ويسد حاجة المتعاقدين بينما يحلو له إقامة المشاريع الخيرية !! ... سمعت عن رجل أعمال يملك مجموعة من المصانع ويصرف اللآلاف على المنشورات الدعوية لعمال مصانعه بينما ارتد مجموعة من الاندونيسيين بسبب مالقوه من سوء معامله وتأخير للرواتب !!

سمعنا أن الله أهلك أهل شعيب بسبب نقصهم للمكيال وظلمهم لحقوق الناس ... لكننا لم نسمع اهلاك قوم تركو قيام الليل .. أو قوم لبسو الجينز ... أو قوم أشعلو السيجارة ولعبو القمار !! انها مشكلة اولويات وتضارب في المفاهيم الاساسية للدين !! لا تظنو ان الظاهرة هذه فردية فلقد سمعت وعاصرت من القصص ما أكد لي أن هذا المرض متفشي والمحزن أكثر أنه متفشي بين أصحاب "التظاهر" بالدين !!

الأحد، 8 نوفمبر 2009

باب ماجاء في استعمال " نحن " و "هم "

مع انتشار ظاهرة الاهتمام بالنهضة والتغيير بين المجتمع والشباب خاصة بدأ الكل بالنقد وهذه ظاهرة صحية حيث ان التغيير بصيغة أخرى هو النقد والتصحيح .. لفتت وجهة نظري اننا عندما نريد نقد قضية مجتمعة معينة فإننا نستخدم ضمير "هم" ... واحد يقول : " والله المجتمع اللي عندك متخلف أبدا ما يهتم بالنظام" .. " الناس ما عندهم اي احساس بقيمة القراءة " ..

مع أن مكان استخدام الضمائر في الجمل السابقة صحيح .. الا أني أراه ظاهرة غير جيدة .. فاستعمال الضمير بدون أن يشمل الكاتب أو المتكلم فإنه أولا سوف يعني أنه ليس في دائرة النقد وأنه ليس مطالب بالتغيير ... وإن افترضنا أنه بالفعل ليس بحاجة إلى تغيير فعلى الجانب الآخر فإن هذه الطريقة في استعمال الضمائر لها مضاعفات أخرى ... حيث أن ذلك سيوجد فجوة بين هذه الطبقة المتحمسة للتغير وباقي المجتمع ... حيث دائما الحديث يدور بين نحن وهم ... وكأن هؤلاء يعيشون في كوكب آخر منعزلين عن بقية مجتمعهم ...

حتى وإن كان هناك فرق بيننا "نحن" و "هم" فنحن لا نزال مجتمع واحد ينبغي أن يوحدنا " على الأقل" ضمير واحد ..