الجمعة، 9 أبريل 2010

صناعة التحرك

يبدأ المقطع بشاب يقوم ببعض الحركات الغريبة (يطلقوا علها لفظ رقص احيانا) في منتصف الحديقة وحيدا بينما يطالعه كل رواد الحديقة بنظرات غريبة ...تمر لحظات دون أن يحدث شيء سوا ان الشاب يظل يرقص وحيدا ॥ بعد اقل من دقيقة تحمس شابان آخران ويشاركاه الرقص ॥عندها بدأت النقطة الحرجة (Tipping point) وبدأ رواد الحديقة بالعشرات يتهافتون ويرقصون سويا ॥ بعد اقل من 3 دقائق من بداية المقطع كان قد تجمع اكثر من 100 من رواد الحديقة !!

ما الذي جعل الناس يتجمعون ويشاركون ؟؟ مالذي جعل المستلقي مع روايته يرميها جانبا ويشارك الجميع ؟

يقول عارض هذا المقطع على موقع (تيد) انه لولا مشاركة الشابين المتحمسين في البداية للشاب لما تجمع الناس !! الناس تحب ان تكون مع الجماعة (او القطيع) وتحب ان تشعر انها غير منبوذه وغير مختلفة عن البقية .. فالقطيع عندما كان مشاهدا فضل رواد الحديقة ان يكونوا مع الجماعة (المشاهدين) .. وعندما تحرك عدد أكبر للمشاركة بدأت الناس بالمشاركة حتى لا يصبحوا متخلفين ومختلفين عن الجماعة ..
وخلاصة المقطع ان التحركات الكبيرة ليست بحاجة فقط الى فكرة جيدة او إلى من يبدأ تلك وانما الى مبادرين يشاركون صاحب الفكرة والتحرك الاول .. وبزيادة عدد المبادرين المنضمين الى صاحب التحرك الاول تكون فرصة نجاح الفكرة وانتشارها أكبر فكما رأينا ان الفكرة كانت –غبية- نوعا ما الى انه في النهاية تجمع معظم رواد الحديقة
ليس من الواجب ان اردت ان تصنع تحركا ان تبدأه بنفسك ॥ تستطيع صناعة التحركات بالمساهمة مع البدايات .. ودور قائد التحرك الناجح ان يشرك أول المنضمين اليه كشركاء لا كأفراد عاديين ويشعرهم بأن التحرك هو تحركهم ..

الجمعة، 2 أبريل 2010

تقسيم الحياة


في موضوع كثيرا ما يطرحه الدكتور طارق السويدان ويركز عليه : قسم حياتك نصفين .. الى الثلاثين تكون مرحلة أخذ واكتساب .. وبعد الثلاثين تكون مرحلة عطاء وبذل .. لا تضيعوا اعماركم قبل الثلاثين بالنشاطات والعطاء فتصلوا الى الثلاثين وانتم فارغين ثقافيا وضعيفين عقليا واقرب الى العشوائية ..

قد تكون فكرة جيدة يوافق عليها البعض .. الا ان الفريق الاخر يحتج بأن مرحلة الشباب هي مرحلة التضحية للمجتمع والمبادئ وللآخرين .. ولن نتوقع ان يضحي "الشيبان" اذا لم يضحي الشباب !!

العمل والتضحية والانشغال بالنشاطات بحد ذاته خبرة وتلقي واكتساب على العمل الجماعي والاداري والعلاقات والتنظيم ورؤية الحياة .. اذن قد تحسب ضمن التلقي بحد معين ..

والرؤية الافضل لهذا الموضوع هو أن يخصص المرء جزءا كبيرا من وقته للتلقي بشتى انواعه .. وان يجعل للبذل جزء من وقته وان يكون هذا البذل في موضوع مهتم به ولديه ما يقدمه لذلك المجال .. اي ان يكون البذل مركزا على مبادئ الشخص ورسالته للحياة ولا يكون البذل لمجرد البذل والمشاركة ..

بهذه الطريقة يكون لدينا ثقافة جيدة وعقل واعي مع خبرة ميدانية لا تتضارب مع بعضها .. ووجود تضحيات شبابية مركزة ذات اثر بين وجهد غير عشوائي ..