الجمعة، 16 مايو 2014

ذات جمعة!


لا أحتاج أن أكرر أن لدينا أزمة خطباء! تلك الخطب السطحية التي لاتضيف للشخص المتعلم شيئا سوى أنها واجب ديني هذا إن خلت من أفكار سلبية تبث من خلال بعض المنابر! خطب الجمع التي تفتقد للتجديد ومحاولة تلمس حلول لمشاكل الحياة اليومية .. منبر الجمعة الذي يفترض به أن يكون وسيلة تثقيف ووعي مدني وثقافي وروحاني ..

لا أحب السوداوية فهناك من الخطباء أو من الخطب الشيء الجيد .. من هؤلاء الخطيب إبراهيم الحقيل والذي يلامس عقولا متعلمة بخطب بعيدة عن التكرار والسطحية .. ولكن للأسف ونزولا تحت رغبات –سهل- بسبب حر المسجد اضطرنا تحت شروط الديمقراطية العائلية القاهرة ان نغير المسجد في الصيف لمسجد اخر!

خطبة الجمعة هذا الأسبوع كانت عن الامن والأمان .. تناوله الخطيب من ناحية أنه نعمة عظيمة ومن أول أسبابها استقرار الحكم وعدم انتقاد الحاكم والاجتماع عليه مهما فسق!

أتفق مع الخطيب في أنه لا يجدر بالعاقل ان يسعى لتبديد الاستقرار الى فوضى! لكن تناول الخطيب للموضوع كان كالآتي : التخويف من الكلام عن الحاكم بأي شكل سلبي لان أي شيء من هذا القبيل يؤدي بشكل مباشر إلى زعزعة النظام فالفوضى وانعدام الامن الامر الذي لايريده أحد!
 
 لماذا نتناول الموضوع بهذه الحدية؟ تناول موضوع الحاكم بهذا التخويف أثره سلبي أيضا! التخويف بهذا الأسلوب يدعوا الى السكوت عن كل مايقوم به الحاكم خيرا أو شرا .. حينها ينعدم الإصلاح ويعم الفساد ويبدأ الظلم في الانتشار ليتلوه الحمق والضغط الشعبي ومن ثم الانفجار والفوضى في أي لحظة الأمر الذي لايريده أحد أيضا!
 
 من حق الناس أن تتكلم وتبدي الرأي فالناس ليسوا مجرد قطيع يسوسه شخص ما كيفما أراد! البشر لهم طموحات ورغبات وتطلعات للأفضل ككل الشعوب وليس من المعقول سحق كل تلك الأمور والتلويح بالتخويف بانعدام الأمن!

الموضوع يحتاج إلى موازنة ! فلا خروج وفوضى مباشرة .. ولا سكوت تام يؤدي لفساد الأمر وانتشار الظلم .. لا نسنشتهد بأحاديث السمع والطاعة المطلقة وننسى أحاديث فضل القيام في وجه الحاكم الظالم!