الأحد، 10 فبراير 2013

تغطية الوجه و #غطوا_الطفلة_المشتهاة




خلال الأيام الماضية حدثت ضجة على بعض الفتاوى (#غطوا_الطفلة_المشتهاة و #الخلوة_بالشاب_الوسيم_حرام) ، ومع أنها غريبة بعض الشيء ألا أني أراها متماشية مع نفس سياق التفكير الشرعي الذي يفضل إقفال أبواب مداخل الفتنة بدلا من تحميل الفرد المسلم جهد تربية نفسه ومجاهدتها ، فوفق هذا التفكير أي فتنة يجب أن تبعد عن الناس حتى لايضطروا إلى مواجهة الفتن ومن ثم وقوع البعض في المحظور.


هذه النظرة تحدث عنها عبدالحليم أبوشقة في كتابه "تحرير المرأة في عصر الرسالة" في سياق وجهة النظر الشرعية في تغطية المرأة لوجهها ، ففي كتابه بحث مسائل تخص المرأة منها تغطية الوجه وفق الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية (احاديث البخاري ومسلم) وخلص برأي جواز كشف الوجه ، فيقول أن الشريعة جاءت لتربية نفس المؤمن لتواجه الإغراءات والابتلاءات التي تعد جزءا أساسيا في الحياة والتي بمواجهتها تكمل النفس وترتقي تربية وروحا. فبنظرته يؤكد "إن وضع القيود المسرفة –بدعوى سد الذريعة- يعتبر هروبا من مواجهة الحياة ، وكان حقا عليه (المغالي في الاحتياط) أن يواجه فتن الدنيا بعزيمته وتماسك خلقه ، وكان واجبا عليه أن يتسلح بالخلق القويم والشخصية المتماسكة مع الأخذ بما شرع الله إباحة أو ندبا أو وجوبا أو كراهية أو تحريما " .


أعتقد أن التفكير الشرعي الذي يتوجه إلى تجنب الفرد لمواجهة الفتن اليومية يركز على منع المواجهة والتي ستؤدي إلى التقليل من فرص التربية والارتقاء الأخلاقي ، حيث أن في كل انتصار على فتنة ارتقاء وكسب نفسي وخلقي يسعى الدين إلى تنميته وزرعه فينا . ومع تقليل المواجهة والكسب الأخلاقي ننتهي بمجتمع قد لايصل إلى الحرام لأنه لم يواجه الفتنة ولكنه إن واجهها فسينفضح خواءه الأخلاقي !

هناك تعليق واحد:

أبان باهبري يقول...

إضافة : رؤية د.عبدالحليم أبوشقة لا تؤخذ من باب "تمييع الدين" وإنما تفعيل الدين في نفوسنا بدل أن يكون حولنا خاويا في نفوسنا