الثلاثاء، 26 ديسمبر 2023

2023 في سطور

 

رسالة لطيفة من الصديق صالح السعيد جعلتني أفتح المدونة .. اكتشفت ان لدي أياماً فقط قبل أن ينتهي 2023 .. واسوأتاه أن يمر عام كامل بدون أي تدوينة .. سابقة لم تحدث .. وهذه التدوينة ستكون المنقذ ..

 

 

تساءلت عن هذا العام .. ما أبرز ما اريد ان اذكره عن عنه .. من أفكار للحياة اليومية أو احداث مفصلية

 

 أفكار الحياة اليومية

 

-1-

 فكرة صناديق الحياة

 

مصطلح اخترته لنفسي .. فكرته أن هناك صناديق متعددة في حياة الانسان خصوصاً مع تقدم العمر وتزايد المسؤوليات (عمل - وداخله أمور مختلفة .. كالعناية بالمرضى .. الأبحاث .. تطوير مهارات..- .. عائلة .. أصدقاء .. الخ) .. من السهولة ان أحس بتزايد عبئ الأمور وتداخلها ببعضها فتصير كحمل واحد ثقيل .. مجموعها يؤدي إلى إحساس بنوع من "الإغراق" ان كانت هذه هي الترجمة الأفضل لـ"Overwhelmed”

 

استحضار جميع التزاماتك في الحياة في نفس اللحظة يفسد عليك اللحظات الجميلة مع العائلة مثلاً بل قد يؤثر على مدى تركيزك وإنجازك على مدى يومك .. لذلك أصبحت أتخيل أنني عندما أدخل البيت فأنا أدخل إلى صندوق لا أعلم مايحدث خارجه .. ولا أسمح لنفسي ان أفكر خارجه .. كذلك في مختلف مهمات اليوم ..

 

هذه الطريقة تشحن فيك الطاقة عندما تعود لصندوق آخر .. تشعرُ بأنك قد انقطعت عنه مدة توجب عليك العمل عليه

 

 

 

-2-

فكرة الانضباطية والعادة

 

ليست فكرةً جديدة تماماً لهذه السنة .. لكني بدأت أطبقها بوعي أكثر .. الملهم كان كتاب العادة الذرية

The atomic habits

 

فكرة أنك بمجرد الالتزام بالعادةِ الصغيرة اليومية هو بحد ذاته هدف حققته .. النتيجة النهائية هي ليست الهدف ..

 

على مستوى نفسي أجد هذه الطريقة في التفكير فعالة لتحقيق غايتين:

(1) رضى يومي عن النفس بأنك حققت أهداف حياتك (على مستوى اليوم) .. حيث مثلاً أداء الصلوات مع السنن + الرياضة (3 دقائق ونصف وبالقوة) + قراءة شيء خارج التخصص + قراءة في التخصص + عمل صغير نحو هدف مهني بعيد + عشاء مع العائلة ولعب مع الاولاد .. القيام بهذه القائمة التي تضعها لنفسك كأهداف صغيرة يومية هو حماية نفسية بإذن الله عن محبطات الحياة (وياكثرها) .. لأنك مؤمن -بغض النظر عن النتائج قصيرة المدى- أن النتائج بعيدة المدى ستكون طيبة بإذن الله

 

(2) وهي استمرار لسياق النقطة الأولى: تراكم الإنجازات الصغيرة يصنع الكبيرة مع الوقت بعد توفيق الله.

 

-3-

النوم المبكر

مع عملي هذه السنة في مدينة أخرى واضطراري لركوب قطار الساعة السادسة صباحاً .. اضطرت للنوم المبكر .. وهو من أجمل الأشياء .. ان تقوم مكتفياً من النوم قبل صلاة الفجر وتبدأ روتينك .. هناك الكثير من يتكلم عن النوم هذه الأيام .. من تجربة .. انضباط أوقات النوم مع مدة كافية له اثر إيجابي كبير على المزاج والتركيز .. أتمنى ان يستمر الامر بعد العودة للرياض

 

أحداث مفصلية

 

-1-

هذه السنة شهدت آخر اختبار في المشوار الدراسي ولله الحمد ... شعور جميل بعد كل هذه السنين .. سوى المجالات الاكاديمية .. الطب قد يكون من المجالات القليلة التي تختبر فيها وانت في الثلاثين قبل تبدأ مشوارك حقيقة!

 

-2-

غادرت هذه السنة مستشفى هاملتون (مكماستر) بعد أن قضيت فيها 7 سنين .. بعد 6 أشهر من هذا الرحيل فقط أأكد ماكنت أعرفه سابقاً: بغض النظر عن مدى جمال تجربتك في مكان ما .. أو مدى الصداقات التي كونتها .. سترحل .. وسينساك الناس وتبدأ بنسيانهم .. هذه مسرحية مصغّرة للمسرحية الكبرى للرحيل!!

 

-3-

أيضاً بدأت هذه السنة بدأت آخر زمالة قبل العودة .. زمالة امراض اللوكيما واللمفوما للأطفال في مستشفى  

Sickkids – Toronto

سيك كيدز من أفضل مستشفيات الأطفال في العالم وخصوصا في هذا المجال .. لله في تقديره خيرة .. كنت أتمنى أن أحصل على قبول في تدريب طب الأطفال العام هناك ولم يكتبه الله .. تم وددت أن اكمل تخصص الدم والاورام ولم يحصل .. كان الامر مزعجاً بعض الشيء في كل مرة .. لكني كنت دائماً موقناً بأن الله أختار لي الخير والأصلح .. لم أكن أرى أين الخيرة في ألا أذهب هناك في المرات السابقة .. لكني إن عاد في الوقت وأنا أعرف ما أعرفه الآن .. قد أصبح في حيرة في أين أكمل تدريبي!

 

أذكر الأمر الآن لأذكر نفسي بأن ذلك الإيمان بقضاء الله وتدبيره يجمع الحسنيين: الرضا .. وأنه فعلاً الأصلح وإن كنت لاترى ذلك في تلك اللحظة .. الظروف والتفاصيل الصغيرة وحتى الاحباطات لاتهم اذا كان لديك أمرين: عمل مستمر + يقين بأن الله لا يضيع ذلك الجهد .. ستثمر الشجرة ولو بعد حين ..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

           

الجمعة، 18 نوفمبر 2022

رغبة الخلود!

 

 

"وكنا عِظاماَ فصرنا عِظاماَ .. وكنا نَقوت فها نحن قُوت"

 

من رثاء ابن الخطيب لنفسه ..جاء على البال أنه ترك شعراً يذكر واسماَ لم يندثر .. ولكن مالنفع الذي يعود عليه ذلك الذكر الآن؟


مما يَحسُن للنَفس خلود الذكر بعد الموت .. وترك الأثر الذي تتناقله الأجيال وتفخر به الأحفاد ..

 

فتجد الشخص يسعى لصنع مجد لنفسه صَغُر أم كبر .. من امبراطوية استثمارية .. كتاب أو ورقة علمية تبقيه على الألسن والأسطر بعد الموت .. وذلك لرغبة دفينة في الانسان نحو الخلود .. فإن لم ينجح في خلود مادي .. أحب خلوداَ آخراَ!

 

وهل يضر الشاه "الذكر" بعد ذبحها؟ هل ستحاسب أو تعرف ماقال أو يقول الناس عنك في البرزخ؟ وفي النعيم -بكرم الله – هل سينغص عليك نسيان الناس لك؟ حسنة واحدة قد تعدل كل ذلك بعد أن توقظك المنية ..

 

إنها ليست دعوة لأن يتكاسل المرء أو يقعد عن معالي الأمور .. ولكن الخطأ أن يكون ما تستيقظ من أجله صباحاَ أن تُبقي ذكراً حسناَ أو أثراَ يُحفظ  فقط .. على الأخص إذا لم تجد المتعة قي ذلك الشيء ..

 

عش على ماتؤمن به وفق مبادئك وماتحب .. ستتقن ماينبعث من داخلك .. والأثر قد يكون "فوق البيعة"

 

 

 

 


الخميس، 28 يوليو 2022

مالم يحدث

في الفكرة 95 من كتاب

The art of thinking clearly 


يتكلم عن مفهوم  feature-positive effect 

أجدها فكرة حرية بالتأمل .. كيف أن عقولنا تركز على وجود الشيء وتكون عمياء عن عدم وجوده ..


مثلا لو فكرت بأشياء جيدة حصلت لك اليوم .. فقط ستفكر مواقف او مكاسب ايجابية كعلاقة جيدة جديدة .. مكسب مادي .. لكن لاتفكر ان أعظم نعمة حدثت لك اليوم هي عدم وقوع حادث سيارة .. او انه يوم عمل مر بلا مشاكل ..


هذه من باب نعم الله التي لاتحصى مما يصرفه عن الشخص .. مما يعين على الشكر .. فالستر نعمة بذاته .. لكن الانسان دائما يطمح ويطمع في المكاسب ..

الخميس، 5 مايو 2022

في السحور بركة


عيدكم مبارك وتقبل الله من الجميع .. 

 

شاهدت هذا المقطع عن الصيام المتقطع واثاره الصحية الايجابية .. سلوك صحي صاعد وتجد كثير من يتجه له على أساس صحي بحت .. شدني في هذا المقطع جانبين: 

 https://youtu.be/tolvxXh5RqE

-1-

 تكلم احد الباحثين عن "Skipping breakfast" وكيف ان لذلك اثار سلبية على الصحة مع الصيام المتقطع! وجاء في بالي التوجيه النبوي الصحي: "تسحروا فإن في السحور بركة"..

 

 -2-

 اذا كان الصيام الطويل المتقطع سلوكا صعبا نوعا ما .. فصيام عدة ساعات بين الوجبات قد يكون من الطرق التي يدرسها العلم .. ايضا تذكرت الحديث النبوي: "نحن قوم لانأكل حتى نجوع .. وإذا اكلنا لانشبع".. 

 

على الجانب الشخصي بدأت فجأة في الاهتمام في مصادر الأكل والصحة .. قد يكون الامر لعدة جوانب لكن أعتقد أهمها أني ادركت فجأة اني معرض للسمنة إن لم أحرص وأتابع أكلي وهو شيء لم يحدث لي إطلاقاً .. فد يكون ذلك بسبب العمر وعملية الأيض! مقتنع دائما بأن أفضل الحلول هي ألتغييرات البسيطة ولكن المتكررة .. لذلك أجد متابعة مصادر الطعام .. عدم إدخال الطعام على الطعام تغييرات جوهرية ..

الخميس، 2 ديسمبر 2021

حكمة من المحنة

 

مما احبه في مجال الأورام انه يعطيك بعدا عميقا للإنسانية .. للإنسان في قوته وفي اضعف لحظاته .. في صراعاته وانتصاراته

 

قابلت اليوم عائلة عرفتها عن قرب السنة الماضية .. عائلة ثرية لديهم ابن مراهق أصيب بنوع من سرطان العظام .. بعد سنتين ونصف من العلاج وايام الانتصار والانتكاسة .. رحل الشهر الماضي

 

بعض النقاط مما اثارني

-1-

 

بعض أصدقاء العائلة يواسوهم " .. بس افضل شي انه ارتاح الحين من التعب والالم" هذا يغضب الام .. يفترض الناس انها تفضل ان يموت على ان يعيش بألم .. والأمر الاخر ان الألم كان متحكما فيه معظم الأوقات ..

قد نواسي الناس بعبارات نفترض انها صحيحة وتزعج الاهل

 

 

-2-

 

من يرى هذه العائلة في الشارع قد يرى هذه العائلة في سيارة فارهة او منزل فخم .. كل من الناس لديه مآسيه! لاتمدن عينك للاخرين!

 

-3-

في كتاب جميل

“the courage to be dislike”

يتحدث عن ان معظم مشاكل الحياة مرتبطة بالناس .. ومنها مقارنة انفسنا بمن حولنا ويمر بنفس ظروفنا .. فرضا لن تحسد ترمب على ثروته لكن قد تحسد صديقا على مليونين ريال! الأم تقول بحسرة "لا احب ان أكون ذلك الشخص واكره هذه المشاعر التي تمر بي .. لكن هناك ولد بعمر ابني شخص بورم الدماغ في نفس الوقت وهو لايزال حي .. اكاد احسد اهله واحس بالغيره منهم"

 

تستغرب انها تركت كل العالم وتخار من ولد لديه سرطان في الدماغ .. سوى اننا نقارن نفسنا بمن يمر بظروف مشابهة لنا .. نأخذ جانبا من التشابه ونغفل عن نعم أخرى كثيرة ننعم بها وحرم منها اخرون!