السبت، 21 مايو 2011

ما زلت أبحث !!

تحت ضغوط الحياة والعمل يستطيع الشخص تحمل المسؤولية .. تحت إغراءات المال يستطيع آخرون أن يبادروا..


القادرون على المبادرة وتحمل المسؤولية دون إغراء أو عقاب لديهم فرصة أكبر بكثير للنجاح .. حيث تكون "المسؤولية" و "المبادرة" جزءا من تكوينهم يجري في دمهم ولايحتاج إلى استثارة !



فعلا هم قليلون ...ولكنك عندما تجدهم لاتملك إلا أن تتوقع لهم مستقبلا حافلا .. ففطرتهم تمهد لهم الطريق


لو وُجدت تلك الصفات في الجميع لاصبح عندنا أزمة ناجحين !



بعضهم يذكرك بهذه الأبيات :


ما زلت أبحث في وجوه الناس عن بعض الرجال ... عن عصبة يقفون في الأزمات كالشم الجبال

فإذا تكلمت الشفاه سمعت ميزان المقال ... وإذا تحركت الرجال رأيت أفعال الرجال

أما إذا سكتو فأنظار لها وقع النبال... يسعون جهدا للعلى بل دائما نحو الكمال

يصلون للغايات لو كانت على بعد المحال ....ويحققون مفاخرا كانت خيالا في خيال


الأربعاء، 18 مايو 2011

سيد موصل


على الرغم من أن حماسي للتلفزيون قل كثيرا لكني لقيت صدفة لقاء مع عزمي بشارة على الجزيرة ففتحت الصوت .. اللي شدني في الكلام أنه تكلم عن تعدد الهويات ودورها في تماسك المجتمع .. مافي مانع يكون الشخص عنده عدة هويات (مثلا : عربي .. مسلم .. سعودي .. إنسان .. الخ ) .. تعدد الهويات تجعل شخصية الفرد منفتحة وقابلة أنه يرى وجهة نظر الاخرين .. على العكس تجد اللي يرتكز على هوية واحدة ويهمل البقية تماما يدخل في صراعات وصدامات كثيرة لانه لايرى إلا من زاوية واحدة !

ليس هذا موضوعي !

موضوعي عن الهويات الأصغر من الهويات الكبيرة .. عن انتماءات الشخص الصغيرة .. عن "العوالم " اللي يعيش بها الشخص ..

سأوصل الفكرة عن طريق مثال واحد أسمه "موصل"


الأستاذ موصل يعيش في عدة "عوالم" : ( طالب إدارة مالية في جامعة الأمير سلطان .. يلعب كورة .. هوايته تنس ودخل في عدة بطولات .. يمثل في مسرح الجامعة .. داخل "بزنس" مع عدد من الأصدقاء .. مشارك في عمل تطوعي محدد .. عنده دباب هارلي وداخل في الشبكة الاجتماعية لملاك هارلي .. الخ ..)

كل نشاط من النشاطات السابقة اللي دخل فيها موصل تمثل عالما خاصا .. وفي كل عالم بالتأكيد حيتعرف على كم شخص يحس أنهم جيدين وممكن يفيدهم ويستفيد منهم وممكن ياخذ رقمهم أو يضيفهم على الفيس بوك .. موصل يعرف 20 شخص في الجامعة ويتواصل معاهم على التويتر وبعضهم أخذ أرقامهم وأصحبوا أصدقاء حقيقيين .... تعرف على 10 عن طريق الكورة .. وعلى 10 آخرين عن طريق المسرح .. و15 عن طريق رحلاته مع هارلي .. الخ ..

ولو جمعنا عدد الأشخاص اللي يعرفهم موصل حيصلوا إلى 100 بالطبع غير الأقارب والأصدقاء المقربين


ماهي فائدة العوالم الكثيرة اللي يعيشها موصل وإيش سيستفيد من العلاقات فيها ؟


يقول مالكوم قلادويل في كتابه الرهيب (نقطة تحول) في فصل تكلم فيه عن ناس سماهم "الموصلون" : ( إنهم أشخاص نستطيع جميعا أن الوصول إليهم في خطوات بسيطة فقط لانهم نجحوا في الانخراط في العديد من العوالم والثقافات والمستويات المختلفة ) .. هؤلاء الموصلون كما يقول قلادويل ليسوا بالشرط أصحاب مهارة اجتماعية عالية وإنما ينجحوا في الانخراط في العديد من العوالم ..

على الرغم من علاقات موصل الواسعة إلا أنه يملك عدد غير كبير من الأصدقاء الفعليين ..ففي كل عالم استطاع موصل تأسيس نوع من "الروابط الضعيفة" التي لاتصل إلى درجة الصداقة الحقيقية .. هذي الروابط الضعيفة مهمة جدا في نجاح موصل .. مثلا مرة كان في مبارة كورة وتعرف على شخص بالصدفة بعد المباراة ومع الكلام طلع أن هذا الشخص مصمم ! موصل أمس كان يدور عن مصمم للبزنس حقهم .. حصل موصل على سعر مغري من هذا الشخص لانهاء التصاميم اللي يحتاجها

أيضا مرة كان في رحله مع ملاك هارلي اكتشف أن الرجال صاحب الدباب الأزرق الفاقع أستاذ اقتصاد وقدر انه يستفيد منه في إنهاء البحث اللي كان يعده في الجامعة !

بهذه الطريقة كون موصل شبكة اجتماعية فادته كثيرا في حياته .. أي معلومة يحتاج لها كان يقدر يجد من يوفرها له في دقائق .. ومن جهة ثانية كان يوفر للناس الآخرين معلومات عن طريق علاقاته ...


مع تعقيد الحياة من المهم تكوين هذه الشبكة .. التي ستوفر الكثير من الجهد على الشخص .. وتوفر له العديد من الفرص التي لم يكن يحلم بها أصلا !