الأربعاء، 12 يوليو 2017

موضة الأفكار والنائحة المستأجرة


في زمن تعددت فيه فنون التأثير والضغط الإعلامي .. يصبح جهادا على المرء أن يحتفظ برأي مستقل .

خلال الحقبة الأخيرة كانت هناك موجة من تيارات الأفكار المسيطرة .. فبعد نكسة 67 خفتت قوة التيار العروبي كحل للأمة ونهضتها .. حل بعدها بسنوات الدين كمخلص .. ونرى تراجعا وتغيرا مستمرين في تأثير الصحوة كتيار..

نعرف الكثير ممن الذين تغيروا فكريا وثقافيا فاختلفوا عن تيار الصحوة ..  هل كانت لديهم بالفعل قناعات عميقة؟ أم انها جاذبية الفكرة وقوتها الاجتماعية تراجعت فجلعت مسلمات الامس أسئلة وشكوك اليوم؟


الفضاء يعج بكثير من الأفكار .. تأتي الظروف لتصنع من أحدها بطلا ومسيطرا فتكون جذابة للكثير للانضمام تحتها والسير خلفها بإيمان عميق .. من يدخل تحت هذه الفكرة أو ذاك التيار لايعني أنه مجرد فرد ساذج الذي انساق بلا تفكير .. وإنما حسن تسويق الفكرة مع إثبات وجودها ونمو تيارها وعلو صوتها تجعلها أكثر جاذبية للقبول والاتباع ..

تلك الأفكار قد تكون عبارة عن منظومة فكرة متكاملة يتبناها الفرد (صحوة إسلامية .. عروبة .. ليبرالية .. الخ) وقد تكون عبارة عن أفكار صغيرة يروجها من يروج لها وتجد السبيل إلى من يشتريها ويتبناها وينادي بها في السوق .. السياسة والإعلام لاعبان أساسيان في لعبة تغيير الأفكار هذه .. وللأسف ننجر وراء الكثير منها فنؤمن اليوم بما كفرنا به بالأمس .. وقد يدعوننا للايمان مجددا في الغد! كل هذا ونحن مغيبين عن كثير من الحقائق فلا يصل لمن لايمعن فيها الا ما أريد له أن يعرف!