الجمعة، 20 سبتمبر 2019

جُمع مكماستر

 
قررنا مؤخرا ان نقيم صلاة الجمعة في  "المركز الروحي" للمستشفى مع زيادة عددنا .. ولان معظم المصلين اطباء .. قررنا وضع حدود تناسب الجميع .. الخطبة لاتتجاوز 15 دقيقية بحيث تقام كل الصلاة في اقل من ثلث ساعة ليتسنى للجميع الحضور
 
على الرغم من بساطة الوضع الا ان خطب الجمعة ووقعها على النفس مختلف .. اعتقد لسببين :
الاول انها مختصرة .. لديك 15 دقيقة تعطي فيها كل تركيزك .. الثاني ان الخطب تمس جوانب حياة الانسان اليومية التي يعايشها (الايمان .. الامتحان .. المصائب .. العلاقة بالله ...)
 
خطبة اليوم كانت جميلة مختصرها عن آية (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين .. الذين اذا اصابهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون ..) .. الاية تحمل معنيين مهمين (تأمل وليس تفسير):
 
-1-
عبارة "ولبلونكم" هي خبر: سنبلوك ايها الانسان .. اما بخوف .. جوع .. مصيبة في مالك او نفسك او اهلك ورزقك..الامر قادم لامحالة .. هل هذه سوداوية؟ بالعكس اجدها واقعية واستعداد نفسي مهم لمواجهة تقلبات الحياة .. هل يتسوي عندما تحل بك مصيبة فتُصدم نفسيا وتتفاجأ لانك لم تضع احتمال لحدث كهذا؟ ام انك تستقبله وانت على علم ان امرا شبيها سيقع ولكنك تجهل تفاصيله ..
هناك مصطلح في علم النفس يسمى
Resiliency
لا اعتقد انه له ترجمة عربية لكن قد يعني "المرونة" وهو قدرة الشخص على مواجهة مشكلات وتحديات الحياة وتخطيها .. شخصيا اعتقد ان للدين والايمان جانب مهم من ذلك ..فهذه النفسية في فهم الحياة وحتمية المصائب مثال ..
 
 
-2-
(الذين اذا اصابهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون)
فبمجرد حدوث المصيبة يكون لجوءهم لله .. وكأن هذا لمحة انهم على استعداد لذلك .. فدور الايمان الحقيقي في المصيبة لا يبدأ بعدها .. بل بالاستعداد النفسي قبلها بتقوية الصلة بالله .. وتأتي نتيجة هذه الصلة حال وقوع المصيبة