الخميس، 28 مايو 2009

انها الحياة ... حواجز لا تنتهي


قبل فترة كنت أمني نفسي بانني " سأعيش الحياة " عندما أنتهي من تلك الفترة الصعبة ... ولكني اكتشفت فجأة بعد فترة من عودتي لحياتي الطبيعية ان ذلك الحاجز الغير العادي لم يكن سوى حاجز من حواجز الحياة اللامتناهية... فكلما تغلبنا على حاجز ما ظهر آخر ... تلك الحواجز قد تكبر احيانا وتصغر اخرى ولكن لا تختفي ابدا ... فطبيعة نفوسنا تفرض وجود حواجز والتي قد تكون مختلقة احيانا بسبب عدم وجود حاجز فعليا ..

بعد هذه التجربة البسيطة اكتشفت انني اذا أجلت استمتاعي بلحظتي الحالية الى ظروف تصورتها فلن اعيش السعادة أبدا ... ولكنني سأعيش بسعادة اذا عشت يومي باستمتاع مع نفسي اهلي واصدقائي ومحيطي مهما أحاطت بي من ظروف ... ومهما واجهت من حواجز ...

الخميس، 21 مايو 2009

ادمان " الكوكوبفس "


بعد ان انتقلت الاشارات العصبية من معدتي الى دماغي لتخبرني برسالة الجوع توجهت لا اردايا الى مطبخنا الصغير لأبحث عن شيء ما يوقف تلك الاشارات المستمرة ... فتحت الدولاب ورأيت علب " الكورنفليكس " ... لم اتمالك نفسي وبدأت بسرعة ابحث عن " الكوكوبفس " ذلك النوع الرائع من " الكورنفلكس " ... حمدت الله انني وجدت بعضا منه في داخل الدولاب فوضعت شيئا من "الكوكوبفس" وصببت فوقه بعضا من حليب المراعي الطازج ... وبدأت ألتهم هذه الوجبه بشهية حيث يرجعني هذا الطعم الرائع الى سنوات الطفولة الرائعة حيث كنا واخواني سويا نتناولها كثيرا ...
هل كل الناس مثلي يقدرون هذه الوجبة المتواضعة ؟؟ واذا لم يكونوا كذلك فلماذا ؟؟

ان ما اعتدنا عليه في الصغر يمثل جزءا كبيرا من مقدساتنا الحالية ... من "الكوكوبفس" الى قيمنا الكبرى ... والحقيقة اننا لسنا تماما من اخترنا هذه المقدسات ... انها عائلاتنا !!

الجمعة، 15 مايو 2009

بين الطرفين

كانت فكرة رائعة من البرنامج الرائع " الحياة كلمة " ..

فأي مجتمع لابد وفيه تطرف اما يسارا او يمينا وقد ترتفع نسبة هذا التطرف او تنخفض ولكن تبقى النسبة الاكبر للوسط ..


فعندما نريد ان نعمل على قضايا المجتمع واصلاحها يجب ان نركز على الوسط ونصلح فيه ولا نجعل تركيزنا على فئات التطرف القليلة والتي قد يبرزها الاعلام ويضخم من نسبتها ويرددها كثيرا الا اذا بدأت هذه القضايا تتجه لان تشكل نسبة كبيرة من الوسط !!

ان نطور مجتمعنا ونرقى به هو ان نرتقي بوسطنا ونزيد من وعيه وادراكه وثقافته ... ان نرقى للحضارة هو ان نرتقي بنوعية وسطنا ..

الثلاثاء، 12 مايو 2009

نطرية الرجل العائم ..


يقول ابن سينا في نظريته "الرجل العائم " :

" تخيل وجود رجل يعوم في الغرفة بدون اي مدخلات حسية ، فما من ضوء وما من جاذبية ، أي ما من أمر حسي من أي نوع ، فهذا الرجل يعوم في ظلام حالك وهو لا يحس بأي شيء بما فيه جسده وذلك لان اعضاء جسده لا تتلامس مع بعضها البعض ، ولنقل ان هذا الرجل خلق على هذا الوضع فهل سيكون قادرا على التفكير ؟ هل يستطيع العقل البشري التفكير في اي شيء دون اي مدخلات حسية خارجية ؟ وإذا ماستطاع فما الذي قد يفكر فيه هذا الرجل ؟ أيمكن ان يكون الرجل العائم على وعي بأي شيء ؟ "

فهنا طرح اين سينا فكرة ان :
المدخلات والاحتكاك بالعالم هو اساس الوعي ...

ثم اجاب ابن سينا على تساؤلاته بأنه هل سيفكر هذا الرجل العائم وبماذا سيفكر ؟؟
اجاب :

"نعم فعلى الرغم من عدم وعي الرجل ببيئته أو أي شيء خارجي فإنه على الاقل سيكون على وعي بوجوده !! "

فمجرد الوجود في هذا العالم يعمل العقل ويفكر..
ولكن ما يصنع العقل الواعي هو عدم الاقتصار على دائرة حياتيه واحده والخروج منها الى العالم الواسع مع التفكير فيما يستجد عليه في مظاهر هذا العالم ...

فبقدر ما يزيد احتكاكنا ... بقدر ما يزيد وعينا وادراكنا للعالم من حولنا ...