الاثنين، 17 يونيو 2024

عن الصداقة

 مقتطف لكلام غازي القصيبي عن الأصدقاء:

"هل يختلف الصديق الحقيقي عن الصديق العادي؟ بكل تأكيد! الصديق الحقيقي هو الانسان الذي اختبرته المرة بعد المرة فوجدته صامداً في وفائه ثابتاً في ولائه. هو الإنسان الذي عرفة صغيراً فلم يزدرك وعرفك كبيراً قلم يتملقك. هو الإنسان الذي رآك فقيراً قلم يتأثر، وأبصرك غنياً فلم يتغير. هو الإنسان الذي تستطيع أن تكل إليه وأنت على فراش الموت رعاية أولادك تموت وأنت مطمئن البال"

 

أزيد على ذلك .. الصديق الحقيقي هو الذي ليس للزمن تأثيرٌ على عمق الحب والمودّة والإخلاص بينكما .. الصديق الذي قد تبعد بينكم الأيام وتنقطع بكم السبل .. ثم يرسل لك رسالة بعد غيبة: " أهلاً .. كنت بسألك ..." فيطلب منك خدمة .. فتجدك فرحاً بتلك الحاجة .. ولاتجد في نفسك وسواس أنه "ما يرسل إلا لما يحتاج شي" .. ذلك ليس في قاموس علاقتكم .. هي تقدير وحب عميق ولاتكون فرص التواصل المتقطعة إلا زيادة في اللُّحمة .. هي تلك العلاقة التي يفرح كليكما إن احتاج للآخر..

 

جميلة أيضاً فكرته عن الحاجة الفطرية لكل أنواع الأصدقاء:

"والحديث عن الأصدقاء الحقيقيين لا ينبغي أن يغمط حق العشرات من الأصدقاء العاديين، هنالك الأصدقاء المؤقتون الذي جمعك بهم حيز زماني تنتهي الصداقة بانتهائه. وهناك أصدقاء العمل، زملاء المهنة الذين تطورت العلاقة بهم فتجاوزت الزمالة. وهناك أصدقاء الشلّة الأصحاب الذين يأنس المرء إلى رؤيتهم بانتظام، سواء كانت الشلَة تنعقد للعب الورق أو الجلوس على مقهى.... إلا أن كل هؤلاء ضروري ضرورة الماء والهواء والطعام."

 

 

ليست هناك تعليقات: