الأحد، 19 يوليو 2009

مذكرات عابر -2-

يوم الجمعة هنا آخر ايام الاسبوع .. لا أدري لماذا فارقني احساس كئابة يوم الجمعة المعتادة !! من المحتمل انه يوم ولادة ( الويكند ) هنا على غير العادة ان يكون هو هادم اللذات !! لكن بالرغم من ذلك يشترك الجمعة هنا وهناك بأنه يوم مشهود لكل مسلم ... فأفراد الجالية الذين قد يهجرون المسجد طيلة الاسبوع يتواجدون في الثانية ظهرا هنا .. مشهد المسجد هنا بأن يكون مركزا للمسلمين تنطلق منه مشاريعهم وتتوحد فيه همومهم يذكرني بدور المسجد أيام الرسول عليه الصلاة والسلام .. بعد انتهاء الصلاة وعلى غير ما تعودت يدب النشاط في المسجد بدل ان ننصرف بخشوع .. الاصدقاء يلتقون في مجموعات صغيرة ترتفع اصواتهم وضحكاتهم .. على الابواب ينتشر جامعو التبرعات .. عند المدخل انتشرت رائحة الطعام من الطاولة الممتدة ... حقا انه يوم الجمعة .. يوم الاجتماع ..

في يوم الجمعة ايضا يجتمع الطلاب في النادي السعودي قبيل المغرب .. الغريب في الامر ان هذا النادي الرائع الذي يجمع الطلبة السعوديين وعائلاتهم قائم بشكل شبه كلي على الطلبة ماليا و اداريا .. اليوم جرى الترتيب لمعرض "اكسبو" (انصح بمشاهدة الفيديو) ... كم اشعر بالحزن كيف ان هذا المعرض المهم للتعريف بالاسلام والبلد لا يلقى الدعم الحكومي الكافي لتغطية تكاليفه .. وكم احس بالفرح عندما اعلم ان معظم هذا المجهود الجبار يأتي بمبادرات الطلاب وجهدهم واموالهم ... بتضحياتهم حصلو على المركز الاول في معرض السنة الماضية من بين العديد من الدول .. وهم في طريقهم اليه في هذه السنة بإذن الله ..

اليوم ولأول مرة أسمع عن معهد محمد صلى الله عليه وسلم لبحوث الكون .. انها المبادرة التي صنعت هذا المشروع الطموح .. فعالم الفضاء البروفسور الفقير وهو مسلم كندي أراد ان ينشأ معهدا علميا بحثيا في مجاله مبادرة منه ليحاول ان يعيد المسلمين الى مسارهم في علم الكون والفضاء خاصة بعد ان رأى ان الكثير من قيادات مراكز بحوث الفضاء العالمية يديرها مسلمون .. كم كان كلامه مؤثرا عندما قال ان الفضاء يحوي مراكبا عليها كل لغات الكون الاساسية .. الصينية .. الهندية .. الانجليزية .. الا اللغة العربية ...
لدينا المال الكافي والعقول المبدعة فلماذا لا ننظم تجمع لهؤلاء العلماء حتى يصبو جهدهم في خدمة شعوبهم وأمتهم بدل خدمة غيرهم ؟؟ هكذا فكر البروفسور .. اتصل بالعديد من هؤلاء العلماء على رأسهم البروفسور المصري فاروق الباز ومعه قرابة 25 عالما اخرا .. حسب الخطة فإنهم سيطلقون قمرا بعد 5 سنوات بإذن الله مكتوب عليه "محمد" .. وحكى لنا البروفسور قصة اختيار الاسم "معهد محمد صلى الله عليه وسلم لبحوث الكون" .. فعندما اتصل البروفسور بالسلطات الكندية لتسجيل المعهد رسميا قال له المسؤول ان محمد اسم ديني .. ولك الخيار ان تختار بين منظمة دينية او منظمة علمية بحثية !! فحاول البروفسور اقناعه بأن محمد صلى الله عليه وسلم اول من دمج الدين مع البحث والعلم .. وبدأ بسرد القصص له .. وعندما انتهى قال له المسؤول : " كيف اصبحت مسلما ؟؟ " .. فقال له البورفسور : " ارجوك لا تعلن اسلامك الآن على الهاتف فهذا سيسبب لي الكثير من المشاكل !! " ... الجميل في المعهد انه لا يرتبط ببلد ولا بجنسية ... انه معهد اسلامي عالمي مقره كندا .. لا يهدف فقط لصنع مركبة فحسب وانما لتوعية عقول الجيل المسلم الحالي الى اهمية العلم ... فلديه العديد من البرامج الجماهيرية للجالية المسلمة في كندا ..

هنا نقطة لفتت نظري .. كيف لبلد ننظر اليه معاديا للإسلام يوافق على انشاء مثل هذا المعهد فوق ارضه و
بهذه التسمية بالذات ؟؟ تساوي الفرص هو مايميز هذا البلد .. اتمنى ان ادون عن هذا لاحقا ..

هناك 4 تعليقات:

عزام يقول...

مشكلتنا التشتت في الجهود وغياب التفاهم والتعاون !!
دائمًا أفرح لأخبار مثل هذا ، شكرا لك أبان
وبالتوفيق :) .

سامي يقول...

موضوع هايل
أذكر أني كتبت عبارة في مدونتي وأريد أن أكتبها مرة أخرى ..( لماذا ننظر لأي دولة لا تتخذ الاسلام دينا أنها عدوة للأسلام أليس الله قال ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) أليس هذا يشمل الدول أيضا )

بصراحة الواحد نفسه يطلع برا ليرى معنى الجمعة الحقيقي
ننتظر أخبار مثل كذا
مشكور أبان وصيف سعيد

نظم يقول...

قال الله عنهم في كتابه (ليسوا سواء) ..
مواضيعك رائعة

غير معرف يقول...

نفسي اعيد قرات ما جرف به قلمك
لجمالية الفلسفه بقصد مدونتك
اهنيك على طرحك