الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

كنت مخطط أن أكتب اكثر من مرة في هذا الشهر ... لكن رمضان كان مغايرا لما فيه تجارب جديدة جعلت هذا الشهر "سلطة..كتبت كم خاطرة أثناء القراءة في نصف رمضان :



(إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ...)

يعلمنا الله الا نتعلق بالمسميات وانما بالجوهر والحقيقة التي قد تخفيها المسميات الملتبسة ॥ ففي الآية جعل المؤمنين والذين هادوا والصابئين والنصارى في فريق واحد وإلى مآل واحد رغم اختلاف مسمياتهم تصنيفاتهم وفساد الصورة التي قد تنطبع في الذهن حيث منهم اليهود الذين قال الله عنهم أنهم أشد الناس عداوة للمؤمنين، ولكنه هنا غاص إلى وراء المسميات لينطق بالحكم الذي يليق بحالهم الذي ناسب وقتهم لا مسماهم الراهن ليكون جزاؤهم : ( فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ..
وفي الاية الثانية أيضا في سورة البقرة ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ) شيء شبيه من ذلك في كون "الكفار" هم أصحاب الطريق السليم ! يابني آدم لا تغرنكم الألفاظ وكونوا أكثر عمقا وأكثر تمهلا في الحكم على الآخرين حيث أن خلف التصنيفات والمسميات حقائق مختلفة تختلف باختلاف الزمان والوضع


(تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون)
فأعماركم قصيرة وأمامكم مشوار شاق لا يستحمل إضاعة الوقت في الماضي وإنما اتبعوا هذا المنهج : استفيدوا مما فيه ثم تخلصوا من أثقاله ولا تعودوا إليه تحليلا وتقطيعا لايزيدكم إلا إضاعة وتشتيتا للجهود والقلوب ..


( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ..)
ألا تصدق ؟ إن البلاء واقع بك لامحالة .. ولك أن تتخيل وتستبق الأحداث لتعرف أنك ستلاقي الكثير منها في طريقك .. ولكن هنا تأتي المعونة : ( وبشر الصابرين .. الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنت إليه راجعون) .. إستشعار معنى العودة لله سبحانه وتعالى وقصر الدينا مقارنة بأزلية الاخرة عندما ننسى هناك كل مامر : إنه دواء عجيب ... إنها نفس الفكرة التي استعملها شخصيا للتهوين من بعض المشاكل باتباع القاعدة : أي مشكلة لا تشكل مشكلة بعد 8 شهور هي ليست مشكلة حقيقة .. إن الدنيا برمتها ليست مشكلة حقيقية !


(مايفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم)
ليس من صفات الله سبحانه وتعالى أنه يفرح لتعذيب العاصي ..مشكلتنا احيانا اننا قد نوصل معنى مغاير للحقيقة من خلال أسلوب التركيز في الدعوة على التخويف بالعقاب والعذاب فنوصل فكرة للناس عن الدين والله سبحانه وتعالى خلافا لما أراد في كتابه حيث يقول مخاطبا عباده بكل رحمة : ( مايفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم)
كل سنة وأنتم طيبين ..

ليست هناك تعليقات: