الأربعاء، 12 فبراير 2025

لن تجد مالاتبحث عنه

 اشتريت عصير "قريب فروت" ولي فترة عنه وقررت احطه في ثلاجة المكتب كبديل لقهوة الظهر مع استعدادات قطع الكافيين لرمضان .. بعد ماصبيت أول كاسه ، بالخطأ رميت الغطا في الزبالة .. عزمت أن استخرجه من الزبالة التي كانت شبه فارغة .. وبالرغم من ذلك قعدت 3 دقائق بلا أي نتيجة .. بحثت خارج الزبالة أيضا ًلكن اكتشفت ماكان يحدث في النهاية .. كنت أدور عن غطا أبيض والغطا كان لونه أحمر!!


على مستوى الحياة العملية .. الوقت الذي تبذله لتحديد فعلا ماتحتاجه ومواصفاته يسهل عليك كثيرا الوصول إليه! فأن تجد شيئا بالصدفة أمر صعب .. وهذا تجسيد حقيقي للمثل

You cannot find what you are not looking for 


على المستوى النفسي نبحث في حياتنا عن أمور ولانجدها ليست لأنها غير موجودة .. لكن لأن تصورنا عنها في اذهاننا مختلف عن حقيقتها وجوهرها .. قد نبحث عن السعادة بتصور له معين في اذهاننا فلا نجدها .. ولكن تكون كامنة أمامنا في أمور أبسط وأقرب لنا مما نتصور



الثلاثاء، 7 يناير 2025

2024 - الإنتقال

 

عام اخر .. وباعتقادي ان التوقف والتأمل في الطريق بالكتابة مفيدة جدا .. ليس لدي فكرة عن ما سأكتبه عن السنة الماضية لكن سأكتب مايأتي على الخاطر

 

في مثل هذا الوقت تقريبا بداية 2024 كنت في حياة أخرى وقارة مختلفة .. في برد أونتاريو وثلوجها .. لا أزال تحت لقب "طبيب متدرب" للسنة الثامنة على التوالي .. اخذ القطار يوميا في السادسة صباحا من هاملتون إلى تورنتو في 50 دقيقة .. اعتبرها جزء من العمل اليومي أتم فيه بعض المهام .. وفي الخامسة والنصف أكون على قطار العودة ..

 

في تلك الأوقات كانت لدي فكرة عامة عن ماقد تكون عليه الأمور بعد سنة .. لكنها كانت قفزة إلى حياة أخرى لم تكن تفاصيلها واضحة ..

 

بعد 12 عشر شهرا من بداية 2024 وفي ديسمبر من ذاك العام .. كنت قد أتميت 4 شهور من بداية مباشرتي في جامعة الملك سعود في قسم طب الأطفال – الدم والأورام- كأستاذ مساعد .. وقد أتميت شهرا من عملي بشكل جزئي مع مستشفى الحبيب كطبيب أطفال ..

 

كانو يقولون لي أن التأقلم بعد العودة للسعودية من بعثة -خصوصا لو كانت طويلة – صعب ويحتاج إلى سنة على الأقل .. أعتقد أن التهيء النفسي للمصاعب يسهلها .. منّ الله علي بالكثير من العوامل المساعدة من ضمنها قسم وزملاء لينين وسهلي التعامل .. لا نزال كعائلة نحس بالشوق لروتين الحياة اليومي في كندا .. لكن الوطن والعائلة ليس لها بديل ومثيل ..

 

في حياتك المهنية كطبيب تكون تحت التدريب لمدة طويلة ولا تبدأ العمل كاستشاري مسؤول بشكل أول عن القرارات للمرضى إلا بعد الثلاثين بعدة سنين .. هذا التحول للمسؤولية الكاملة ليس سهلا جدا .. لكن التحول التدريجي للمسؤولية الكاملة واتخاذ القرارات قبل هذا التحول وخلال التدريب يسهل من الموضوع ..

 

مع الانتقال من متدرب إلى استشاري تكتشف فجأة أن جزءاً كبيراً من عملك ليس متعلقاً بعلاج المرضى .. لكن متعلقات إدارية أخرى الضرورية لتوفير الخدمة للمرضى.. في الغالب معظم الأطباء لايمارسون مثل هذا المهام خلال التدريب مما يخلق فجوة في المهارات اليومية يحتاج الشخص إلى أن يعمل عليها بالجهد الشخصي .. مثل مهارات التواصل والتفاوض والمتابعة وقيادة المشاريع ونحوها .. لذلك بدأت في تخصيص بعض من الكتب المقروءة في هذه المجالات ..

 

فجأة ستجد نفسك مسؤولا أيضا عن طلاب ومتدربين .. تحتاج إلى أن تتسلح ببعض الحزم أحيانا ..

 

الجميل في الانتقال من متدرب إلى الحياة العملية أن الفرص غير محدودة وأن الخيارات متعددة .. تحتاج أن تعرف ماذا تريد ومتى تقول "لا" ..

الاثنين، 17 يونيو 2024

عن الصداقة

 مقتطف لكلام غازي القصيبي عن الأصدقاء:

"هل يختلف الصديق الحقيقي عن الصديق العادي؟ بكل تأكيد! الصديق الحقيقي هو الانسان الذي اختبرته المرة بعد المرة فوجدته صامداً في وفائه ثابتاً في ولائه. هو الإنسان الذي عرفة صغيراً فلم يزدرك وعرفك كبيراً قلم يتملقك. هو الإنسان الذي رآك فقيراً قلم يتأثر، وأبصرك غنياً فلم يتغير. هو الإنسان الذي تستطيع أن تكل إليه وأنت على فراش الموت رعاية أولادك تموت وأنت مطمئن البال"

 

أزيد على ذلك .. الصديق الحقيقي هو الذي ليس للزمن تأثيرٌ على عمق الحب والمودّة والإخلاص بينكما .. الصديق الذي قد تبعد بينكم الأيام وتنقطع بكم السبل .. ثم يرسل لك رسالة بعد غيبة: " أهلاً .. كنت بسألك ..." فيطلب منك خدمة .. فتجدك فرحاً بتلك الحاجة .. ولاتجد في نفسك وسواس أنه "ما يرسل إلا لما يحتاج شي" .. ذلك ليس في قاموس علاقتكم .. هي تقدير وحب عميق ولاتكون فرص التواصل المتقطعة إلا زيادة في اللُّحمة .. هي تلك العلاقة التي يفرح كليكما إن احتاج للآخر..

 

جميلة أيضاً فكرته عن الحاجة الفطرية لكل أنواع الأصدقاء:

"والحديث عن الأصدقاء الحقيقيين لا ينبغي أن يغمط حق العشرات من الأصدقاء العاديين، هنالك الأصدقاء المؤقتون الذي جمعك بهم حيز زماني تنتهي الصداقة بانتهائه. وهناك أصدقاء العمل، زملاء المهنة الذين تطورت العلاقة بهم فتجاوزت الزمالة. وهناك أصدقاء الشلّة الأصحاب الذين يأنس المرء إلى رؤيتهم بانتظام، سواء كانت الشلَة تنعقد للعب الورق أو الجلوس على مقهى.... إلا أن كل هؤلاء ضروري ضرورة الماء والهواء والطعام."

 

 

الجمعة، 14 يونيو 2024

زبدة لتّ وعجن!

 

كتاب مليء بالأفكار عن التفكير والمنطق والاختيارات وتأثير العاطفة .. أجد أن عنوانه الأساسي غير معبر بشكل جيد عن الكتاب

 



الكتاب فيه "لتَ وعجن" كثير لكنه يحاول يسرد بأسلوب قصصي ويسرد التجارب العلمية الداعمة للنظريات .. سألخص بعض الأفكار العملية ..

 

أفكار حول التفكير والقرارات

 

-1-

Priming effect

المحيط أو السياق الذي تعيش فيه يحددان ويقودان أفعالك  ..  الانسان كائن متقبل ومتأثر بالإيحاءات .. على سبيل المثال: طبيعة تعاملك مع أولوياتك في الوظيفة ترتبط بشكل كبير بالبيئة المحيطة .. فتجد أولوية المادة ترتفع في محيط معين على حساب البحث العلمي في بيئة أخرى! سلوكك الأخلاقي واهتماماتك تتبع لهذا التأثير أيضاً.. حتى خوفك وقلقك من أمر ما مرتبط بشكل كبير بهلع أو تجاهل الناس لذلك الأمر ..

 

-2-

Illusion of Truth

Familiarity and truth & details and truth

الأمور المألوفة تبدو أقرب لأن تكون حقيقة من المجهولة ولو كانت المعلومة غير صحيحة .. على سبيل المثال هذا السؤال: ما أقدم المخلوقات: الديناصور أو السلحفاة الاسطوانية .. الأغلب سيختار الديناصور لأنه مألوف بشكل أكبر (السلحفاة الاسطوانية من تأليفي) (:

 

أيضاً القصَة بتفاصيل تكون أقرب للتصديق .. فلو قلت:

-        جاء لص وسرق المنزل

-        جاء لص في منتصف الليل وسرق ثلاث كفرات من سيارة بيت الجيران

 

العقل أقرب لأن يصدق الثانية

 

 

-3- 

Hallo effect

 

الانطباع الأول يؤثر على الانطباع الكلي .. مثلا:

-        فلان متكبر ومتغظرس لكنه متقن لعمله

-        فلان متقن لعمله لكنه متكبر ومتغطرس

 

 

-4-

“Worthless information should not be treated differently from a complete lack of information”

معلومة غير دقيقة ليست أفضل من عدم وجود أي معلومة لاتخاذ القرارات!

 

 

-5-

 Everything fluctuates to follow the mean

 الأصل في الأمور التذبذب .. تحسن أو سوء أداء أي شيء لا يعني الكثير إلا إذا أخذ نمطاً مطَرداً .. على سبيل المثال .. سعر السهم اليوم أما سيرتفع او ينخفض (لايوجد خيار ثالث) وقد يستمر ذلك لمدة معينة .. لا يعني ذلك شيئا الا اذا كان النمط مطَرد! أيضاً ذلك ينطبق على أداء الأشخاص في العمل .. إبداعاَ او "تخبيصاً"!

 

-6-

Narrative fallacy

أو مغالطة الرواية .. نرسم أحياناَ رواية لشخص أو جهة ما ونؤمن بها .. ونحاول تركيب كل حدث ليواكب هذه القصة!

 

 

-7- 

Theory induced blindness

اذا كنت مقتنعاً بنظرية .. ستكون غير قادر على رؤية قصورها وعدم مطابقتها للواقع! كن منفتحاً لاحتمالية عدم دقَة النظرية

 

-8-

 Vivid memory of an event increases its effect on our decision

تذكر موقف مشابه يغير كثيرا من قراراتنا أكثر أحيانا من المعلومات دقيقة .. او ما يعرف بمغالطة التذكر ..

Recall bias

 

أفكار حول القرارات والمخاطرة

-1-

 Hindsight bias

التفكير في تحليل ونقد القرار بعد الحدث (منك أو من الناس) يجعلك تتخذ قرارات محافظة أكثر من اللازم! المهم ليس نتيجة قرارك وإنما المعطيات والمنطق وراء قرارك!

 

 

 

-2-

Gambling the risk versus gains

البشر عادة يخاطرون للهروب من المخاطر أكثر من مخاطرتهم للمكاسب (هروب من أي خسارة مقابل ضمان الربح) .. مثال

احتمال 100% خسارة 900 ريال او احتمال 90% خسارة 1200 ريال؟

مقابل

احتمال 100% ربح 900 ريال أو احتمال 90% ربح 1200 ريال؟

 

 

-3-

Regret aversion

الهروب والابتعاد عن الندم .. جزء من حسابات قراراتنا أننا لا نريد أن نندم على القرار .. فالندم خسارة وعامل إضافي في المعادلة .. واحيانا كثيرة نبالغ في حماية انفسنا من الندم مما يؤثر على قراراتنا ..

 

  

-4-

Regret in action more than inaction

الندم على فعل شيء أكبر من الندم على عدم الفعل .. مثال غيرت مكان عملك ثم وقعت لك مشكلة في المكان الجديد .. أكثر من نفس المشكلة لو وقعت في نفس مكانك القديم .. أيضاً كل تغيير عن المألوف يصاحبه ندم أكبر إذا وقعت مشكلة .. مثلاً سفر لمكان جديد غير مألوف وكان رحلة سيئة مقابل رحلة سيئة لمكان معروف!

 

-5-

Sunk cost fallacy

مغالطة تقليل الخسائر .. الانسان لا يود الشعور بالخسارة لذلك قد يتخذ القرار الخاطئ ليشعر أنه قد أوقف الخسارة بينما هو يستمر في ذلك .. مثال سيارة قديمة أنفق في إصلاحها للتو وتعطلت مرة أخرى .. يفضل أن يصلحها مرة أخرى حتى لايحس بأنه خسر مبلغ الإصلاح الأخير مقابل شراء سيارة جديدة .. أيضاً مثل عدم بيع السهم الخاسر رغبة في صعوده بينما لو باعه بخسارة وأشترى بدله سهم متوقع الصعود ستكون خسارته أقل!

 

 

أفكار حول التخطيط

 -1-

Planning fallacy - Outside view of project for timeline estimation

دائما ما نعطي خطة متفائلة في إنهاء المشاريع .. خذ رأي أو تجارب الاخرين في المشاريع المماثلة لتقييم أكثر واقعية

 

-2-

Forecasting obstacles

لتوقع عقبات مشروعك وتتجهز لذلك .. اكتب سيناريوهات فشل مشروعك بعد عام من الان .. وتجهز لتلك الاحتمالات في تخطيطك

 

 

أفكار حول المفاوضات

-1-

Anchoring in negotiations and advertising

السعر أو العرض الأول الذي يُطرح في أي مفاوضات هي المرساة الأولى التي تدور حوله المفاوضات

 

أيضا .. يستعمل المسوقون بعض الأرقام للإيحاء بالمعدل الطبيعي (وان كان مفتعلا) لتوجيه المستهلك .. مثلا 5 علب فقط لكل مشتري .. يستجيب الكثير لهذا الإيحاء ظاناً أن الأغلب يشتري هذا العدد!

 

 

-2-

Endowment effect

نعطي قيمة أعلى لما نود بيعه على الاخرين مقارنة بنفس السلعة لو أردنا شراءها منهم .. جزء من السعر الأعلى هو تعويض نفسي عن فقد الشيء .. ويزيد معدل الزيادة على حسب قيمة السلعة لنا (مثال: سيارة بيت للاستعمال العادي مقابل سيارة لها قيمة نفسية)

 

 

 

أفكار حول تأثير عرض الأرقام

-1-

Presenting number in percentage

1000 شخص من كل 100000 فوق الستين سيصيبهم السرطان

مقابل

1% من الأشخاص فوق الستين سيصيبهم السرطان

 

للأولى وقع أكبر لأن ال 1000 عبارة عن أشخاص واقرب للقصة من النسبة المئوية

 

 

 

 

 

 

 

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2023

2023 في سطور

 

رسالة لطيفة من الصديق صالح السعيد جعلتني أفتح المدونة .. اكتشفت ان لدي أياماً فقط قبل أن ينتهي 2023 .. واسوأتاه أن يمر عام كامل بدون أي تدوينة .. سابقة لم تحدث .. وهذه التدوينة ستكون المنقذ ..

 

 

تساءلت عن هذا العام .. ما أبرز ما اريد ان اذكره عن عنه .. من أفكار للحياة اليومية أو احداث مفصلية

 

 أفكار الحياة اليومية

 

-1-

 فكرة صناديق الحياة

 

مصطلح اخترته لنفسي .. فكرته أن هناك صناديق متعددة في حياة الانسان خصوصاً مع تقدم العمر وتزايد المسؤوليات (عمل - وداخله أمور مختلفة .. كالعناية بالمرضى .. الأبحاث .. تطوير مهارات..- .. عائلة .. أصدقاء .. الخ) .. من السهولة ان أحس بتزايد عبئ الأمور وتداخلها ببعضها فتصير كحمل واحد ثقيل .. مجموعها يؤدي إلى إحساس بنوع من "الإغراق" ان كانت هذه هي الترجمة الأفضل لـ"Overwhelmed”

 

استحضار جميع التزاماتك في الحياة في نفس اللحظة يفسد عليك اللحظات الجميلة مع العائلة مثلاً بل قد يؤثر على مدى تركيزك وإنجازك على مدى يومك .. لذلك أصبحت أتخيل أنني عندما أدخل البيت فأنا أدخل إلى صندوق لا أعلم مايحدث خارجه .. ولا أسمح لنفسي ان أفكر خارجه .. كذلك في مختلف مهمات اليوم ..

 

هذه الطريقة تشحن فيك الطاقة عندما تعود لصندوق آخر .. تشعرُ بأنك قد انقطعت عنه مدة توجب عليك العمل عليه

 

 

 

-2-

فكرة الانضباطية والعادة

 

ليست فكرةً جديدة تماماً لهذه السنة .. لكني بدأت أطبقها بوعي أكثر .. الملهم كان كتاب العادة الذرية

The atomic habits

 

فكرة أنك بمجرد الالتزام بالعادةِ الصغيرة اليومية هو بحد ذاته هدف حققته .. النتيجة النهائية هي ليست الهدف ..

 

على مستوى نفسي أجد هذه الطريقة في التفكير فعالة لتحقيق غايتين:

(1) رضى يومي عن النفس بأنك حققت أهداف حياتك (على مستوى اليوم) .. حيث مثلاً أداء الصلوات مع السنن + الرياضة (3 دقائق ونصف وبالقوة) + قراءة شيء خارج التخصص + قراءة في التخصص + عمل صغير نحو هدف مهني بعيد + عشاء مع العائلة ولعب مع الاولاد .. القيام بهذه القائمة التي تضعها لنفسك كأهداف صغيرة يومية هو حماية نفسية بإذن الله عن محبطات الحياة (وياكثرها) .. لأنك مؤمن -بغض النظر عن النتائج قصيرة المدى- أن النتائج بعيدة المدى ستكون طيبة بإذن الله

 

(2) وهي استمرار لسياق النقطة الأولى: تراكم الإنجازات الصغيرة يصنع الكبيرة مع الوقت بعد توفيق الله.

 

-3-

النوم المبكر

مع عملي هذه السنة في مدينة أخرى واضطراري لركوب قطار الساعة السادسة صباحاً .. اضطرت للنوم المبكر .. وهو من أجمل الأشياء .. ان تقوم مكتفياً من النوم قبل صلاة الفجر وتبدأ روتينك .. هناك الكثير من يتكلم عن النوم هذه الأيام .. من تجربة .. انضباط أوقات النوم مع مدة كافية له اثر إيجابي كبير على المزاج والتركيز .. أتمنى ان يستمر الامر بعد العودة للرياض

 

أحداث مفصلية

 

-1-

هذه السنة شهدت آخر اختبار في المشوار الدراسي ولله الحمد ... شعور جميل بعد كل هذه السنين .. سوى المجالات الاكاديمية .. الطب قد يكون من المجالات القليلة التي تختبر فيها وانت في الثلاثين قبل تبدأ مشوارك حقيقة!

 

-2-

غادرت هذه السنة مستشفى هاملتون (مكماستر) بعد أن قضيت فيها 7 سنين .. بعد 6 أشهر من هذا الرحيل فقط أأكد ماكنت أعرفه سابقاً: بغض النظر عن مدى جمال تجربتك في مكان ما .. أو مدى الصداقات التي كونتها .. سترحل .. وسينساك الناس وتبدأ بنسيانهم .. هذه مسرحية مصغّرة للمسرحية الكبرى للرحيل!!

 

-3-

أيضاً بدأت هذه السنة بدأت آخر زمالة قبل العودة .. زمالة امراض اللوكيما واللمفوما للأطفال في مستشفى  

Sickkids – Toronto

سيك كيدز من أفضل مستشفيات الأطفال في العالم وخصوصا في هذا المجال .. لله في تقديره خيرة .. كنت أتمنى أن أحصل على قبول في تدريب طب الأطفال العام هناك ولم يكتبه الله .. تم وددت أن اكمل تخصص الدم والاورام ولم يحصل .. كان الامر مزعجاً بعض الشيء في كل مرة .. لكني كنت دائماً موقناً بأن الله أختار لي الخير والأصلح .. لم أكن أرى أين الخيرة في ألا أذهب هناك في المرات السابقة .. لكني إن عاد في الوقت وأنا أعرف ما أعرفه الآن .. قد أصبح في حيرة في أين أكمل تدريبي!

 

أذكر الأمر الآن لأذكر نفسي بأن ذلك الإيمان بقضاء الله وتدبيره يجمع الحسنيين: الرضا .. وأنه فعلاً الأصلح وإن كنت لاترى ذلك في تلك اللحظة .. الظروف والتفاصيل الصغيرة وحتى الاحباطات لاتهم اذا كان لديك أمرين: عمل مستمر + يقين بأن الله لا يضيع ذلك الجهد .. ستثمر الشجرة ولو بعد حين ..