الجمعة، 18 أبريل 2014

طريقنا للحياة المملة..


لدينا قواعد نؤمن بها بلا تفحص لها وإنما لباعث نفسي غير واضح! وتأتي بعض الأحداث في الحياة التي تجعلنا نراجع كثيرا من أفكارنا ورؤيتنا للحياة ..
 من تلك القواعد التي كنت أتبعها : "الواحد لازم يخلص بدري من دراسته ويرتب حياته بشكل مبكر ويوصل هدفه بأسرع وسيله ولا يتأخر حتى يستقر"

قد يكون لهذه القاعدة مسلمات مشوشة أتخذت القاعدة بناء عليها :

1- كلما أنجزت بشكل أسرع كلما كانت فرصتك للنجاح أكبر:

نعم قد يكون هذا في الظاهر .. ولكن عند تفحص المسألة بشكل آخر : كيف سيساعدك إنجازك المبكر في نجاح أكبر ؟ قد تكون الإجابة بأن الانجاز في عمر مبكر وعمر أصغر سيكون عامل إيجابي لك في المنافسة في الفرص المتاحة .. إذ أن تخطيك لمراحل كثيرة في عمر صغير سيعطي انطباعا عنك سيساعدك لخلق فرص ممتازة تفتح لك أبواب نجاح..

ولكني أصبحت أشكك قليلا من صرامة هذه القاعدة : حجم الانجاز والأثر الذي تتركه وثقة الناس بك ستيفتح لك أبوابا أكبر من مجرد كونك منجز في عمر صغير .. إذ أن الناس لا يريدون شيئا من عمرك الصغير وإنما يحاولون الاستدلال به لفرص نجاحك مستقبلا .. إما ان استطتعت إثبات أنك الشخص المناسب والأفضل فستكون لك الأولوية لهذه الفرص بغض النظر عن سنك.

2- كنت أعتقد أن التأخر أثناء مسيرتك سينعكس سلبا على نفسيتك وتقديرك لنفسك  .. هذا الكلام قد يكون صحيحا من جانب ولكن ليس بشكل كامل :
هل نعيش في سباق؟ عندما تصل إلى سن السبعين هل ستقول "ياليتني استعجلت ووفرت سنتين من حياتي"؟
عندما نصل إلى نهايات أعمارنا لن يكون لتأثير عدد السنوات التي تأخرناها أو التي اختصرناها أي قيمة .. الذي سيهمنا وقتنها وسيكون له تأثير نفسي كبير حينها هي نوعية الحياة التي عشناها .. وهذه النقطة الأساسية في الموضوع : هل نريد أن نعيش حياة مختصرة سريعة بغض النظر عن النتائج أم نريد أن نعيش حياتا كل يوم فيه ذا قيمة؟

النظر إلى الحياة بأنها " قيم سوني" وعلينا تختيم الشريط هو التفكير الأول الذي يريد أن ينهي مراحل الحياة سريعا! هل تريد أن تصل للنهاية سريعا ثم تقف متفرجا باقي الحياة تنتظر أن يخرج أحدهم الشريط!؟

إن الحياة التي نستيقظ فيها كل يوم ونحن نتقدم فيه لهدف معين مع سعادتنا بذلك اليوم وبالتقدم الذي نحرزه في الطريق هي تلك الحياة التي من المفترض أن نختارها .. الحياة التي نستيقظ فيها كل يوم ولدينا الأثر الذي نسعد بأن نتركه للعالم! الحياة التي لاتنتهي أهدافها التي نسعى لها .. استمتع بكل سنة في طريقك في الحياة بل بكل يوم .. واجعل من طريقك رحلة ممتعة وليس سباقا ..ولا تتوقف خلال هذه الرحلة عن العمل لما تؤمن به في حياتك .. واعمل بجد لتحقيق ماتريد دون أن تخسر نفسك ... الانجازات الكبيرة لا تتعلق بعمرك وسرعة تخطيك لمراحل الحياة وإنما بنوعية الأيام وقدر بنائك لنفسك فيها وإن يبدوا أنك تأخرت الطريق..

من يدري متى ستنتهي حياتك ؟ هل تود أن تنتهي مبكرا دون أن تعيشها وتعيش لمبادئك في سباقك المحموم للإنجاز المبكر دون أن تكون أنجزت شيئا حقا ؟ أم تريد أن تكون في كل يوم راض عما تقوم به في سبيل أهدافك وفي سبيل ماتود أن تقوم به في حياتك وحياة من حولك؟


يظل الانجاز المبكر شيئا مطلوبا لكن دون أن نفقد أنفسنا .. دون أن نعيش حياتنا في سباق محموم متوتر .. ودون أن يكون هدفنا مجرد الانتهاء من مراحل حياتنا سريعا للوصول للاستقرار الذي قد يكون الملل الذي سيستمر لبقية حياتنا..

ينتهي طعم الحياة فقط عندما تنتهي أهدافنا وأحلامنا فيها .. وطريقة تفكير واستعجال النهاية قد يعرضك لذلك!

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

هل صحيح الاستقرار يأتي بعد الانجاز ؟ و ماهو الاستقرار اصلاً ؟
اعتقد انه لا يوجد لشيء اسمه استقرار، الاستقرار هو طريقة حياة (life style) فالاصل الاستقرار لتصل للانجاز و الاستقرار يمشي مرادفاً للانجاز.

أبان باهبري يقول...

أهلا ..
اتفق معك انه لا يوجد تعارق بين الاستقرار والانجاز .. فمن الممكن ان تكون منجزا مستقرا ومن الممكن أن تكون بلا أي شيء حققته في حياتك ولم تصل لاي حالة استقرار!

فكرة أن الاستقرار هو أسلوب حياة لا يتعارض مع الانجاز هو ما أود قوله بطريقة أخرى .. الاستقرار هو قرار وحالة نفسية تعيشها بالاضافة لتهيئة بعض الظروف بالطبع ..

أحيانا قد نربط بين أن ننجز شيئا وبين أن نستقر .. مثلا : أن انتهيت من الجامعة ستكون حياتي بأسلوب كذا وكذا .. أو ان وصلت لمرحلة علمية معينة ستكون حياتي على الاسلوب الفلاني .. فكرة تأجيل أسلوب حياتك الذي تود أن تعيشه لمرحلة معينة وتحاول خلال مرحلتك الحالية فقط انهاء السنوات هو عدم الاستقرار الذي أعنيه ..

مع احترام كل خصوصية كل مرحلة في الحياة


شكرا لك وسعيد بردك ( :

غير معرف يقول...

بعيداً عن مفهوم كل شخص لحالة الاستقرار، اود منك اذا تكرمت تدوينة عن الانجاز في منظورك الشخصي، شكراً