الأحد، 10 يونيو 2018

الاقتراب من المجلس


تدوينة بنكهة رمضان .. خلال الأيام الماضية سمعت أو قرأت عن أمر لا نلفت له عادة ..لفتات من نبل ورفعة خلق الأنبياء من مواقف في حياتهم اليومية .. هنا بعضها:



- خرج من مدينته خوفا ممن يترصد قتله .. إلى أين؟ إلى مكان لايعرف فيه أحدا .. دخل مدينة وعلى طرفها بئر تستسقي الناس منه .. هو في ذلك الحال لا ملجأ ولا مأوى.. ولا من يعرفه فيقضي له حاجة ..

يتبادر للإنسان أن يبحث عن من يحتمي به في تلك الحالة البائسة .. مع ذلك ما أول فعل قام به موسى في تلك الحال العصيبة؟ وجد ذا حاجة فقضى له حاجته:

(وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ..  فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)

إنه خلق الأنبياء .. عندما ترى ذا حاجة .. لايكون لديك أي حسابات أخرى إلا عون ذلك الشخص!





- خلال فترة سجن يوسف عليه السلام وفي قصه صاحبي السجن الشهيرة .. كيف وصفه  صاحباه؟ ماهي الصفة الأبرز فيه؟ (نبئنا بتأويله إن نراك من المحسنين) .. ومن العجيب كيف له أن يكون محسناً لهم وهو حبيس مثلهم في السجن .. لا جاه ولا مال ولا أرض يسعى لهم فيها بشيء!



- بلا موعد سابق يحل عليك ضيوف لاتعرفهم! تحاول ان تتظاهر بأنك تريد حاجة من داخل البيت .. وتحاول جاهدا أن ترتب مائدة و"ذبيحة" بدون أن يحسون بذلك حتى لاينصرفوا او يعتذروا .. لهو منتهى الكرم في إبراهيم عليه السلام عندما جاءته الملائكة : " فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين .. فقربه إليهم فقال ألا تأكلون" .. وكلمه "راغ" من مرادفات "مراوغة" التي نستعملها كناية عن إحكام الاخفاء فلا ينكشف الامر



- في أحاديث رواها الصحابة عن وصف النبي صلى الله عليه وسلم من تعاملهم اليومي معه:: كان إذا صافح أحدا لا ينزع يديه من يده حتى يكون هو الذي ينزع .. واذا لقي الرجل فكلمه لم يصرف وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه .. وكان إذا كلمه أحد استدار له كلية!



تلك بعض الأمثلة البسيطة .. والمقصد ان نلتمس من هذه اللمحات ونتزود بجماليات أخلاقية نكسبها من رمضان لبقية العام .. عسى الله ان يقربنا بها من مجلس نبيه عليه السلام ..


ليست هناك تعليقات: