الأحد، 5 نوفمبر 2017

لماذا تنتحر؟


خلال عملي الأسبوع الماضي في العناية المركزة للأطفال تم تنويم حالتين لمراهقتين بسبب محاولات انتحار بتناول ادوية بكميات كبيرة .. الامر ليس بمستغرب وتمر علينا حالات شبيهة بشكل متكرر .. أتساءل لماذا لانرى هذه المشاكل في السعودية ؟ وهل سيأتي يوما ما نشاهد فيه حالات مشابهة بازدياد؟





إحدى الحالتين التي تم تنويمها كانت بسبب مشاكل عائلية وضغوطات أخرى وهو أمر شائع وكثير في الغرب بشكل عام .. والمشاكل العائلية بالطبع موجودة لدينا لكن حدتها لاتصل لذلك الحد من تصعيد المشكلة وسرعة وصولها للقضاء والانفصال وتضرر الأطفال .. الخلافات والمشاكل العائلية لدينا تكون بشكل مختلف نظرا لدور الرجل والمرأة وطبيعة العلاقة التي تعطي للرجل سلطة أكبر .. فكثيرا ما تتحمل النساء ذلك ويكونون الضحية مقابل بقاء المشكلة محدودة .. فنظرة المرأة  للعائلة في العالم العربي عموما مختلفة عن الغرب ، حيث لايزال للعائلة واستقرارها قداسة تدفع لان يحتمل الفرد استمرار سير حياة العائلة على حساب صحته ونفسيته .. أما في المجتمع الغربي فالرضى الشخصي والفردانية عامل مهم وله قدر كبير ..أيضا فالعلاقة ندية بين الرجل والمرأة يجعلها لا تتحمل ابدا ان تكون في دور المظلومة ، فتصعد من الخلاف ويتحول الامر الصغير الى مشكلة فعلية



الحالة الثانية كانت للأسف لأمر اقل من ذلك – على ما يبدو- .. فالفتاة تعاني من الدراسة وتبذل جهدا كبيرا لتحصيل اكبر قدر من الدرجات .. حصل لها عارض صحي حال بين حضورها للمدرسة لاسبوع .. ومع مشاكل مع زميلات المدرسة أيضا قررت الانتحار .. هنا أيضا أرى فرقا في النظرة للحياة – خصوصا بين المراهقين- .. فهناك فرق بين مجتمعات تربيك على ان الحياة كلها نجاحات وعلاقات سعيدة وما سوى ذلك جحيم .. على الجانب الاخر نظرة أخرى للحياة انها مصاعب وتحديات على الفرد ان يواجهها بروح هادئة وتسليم .. وهنا يختلط الدين مع النظرة المجتمعية ..



وأخيرا في حال انسدت الطرق تبقى لدينا اسوار أخرى كالوازع الديني او العيب الاجتماعي حائلا الا نرى مثل تلك المظاهر .. فأن تحدث حالة انتحار ليس بأمر مستغرب في الغرب .. فمن ضاقت به الدنيا قد تراوده تلك الأفكار سريعا كأمر "شبه طبيعي" لمن يمر في تلك الحالة ..



مع ذلك ومع سرعة التغييرات الاجتماعية ونظرة الفرد للحياة ومعنى الاسرة هل سيكون الزمن قريبا لنشاهد شيئا شبيها؟

ليست هناك تعليقات: