الأربعاء، 14 يوليو 2010

عنف الاسلام ..

بما ان الاسلام يقول (لا اكراه في الدين) فكيف يأمرنا بفتح البلاد وتخيير اهلها بين الاسلام او الجزية او الحرب ؟ اليس في هذا نوع من الاكراه او الضغط ؟ اليس في هذا نوع من الاستيلاء على اراضي الاخرين وحريتهم ان يعيشوا بسلام في ارضهم ؟ ... تساؤل معقول !

مهم ان تكون لنا تفسيرات لمثل هذه الاسئلة لما قد يبدوا فيها احيانا نوع من التضارب خاصة ان المفاهيم في هذه المواضيع مشوهه بدرجة كبيرة في اذهان الغرب فكما يذكر جفري لانج انه تقريبا لايوجد غربي لا يؤمن بالفكرة القائلة بأن الاسلام يحرض المسلمين على استخدام القوة والعنف في سبيل نشر الدعوة .. وهذا بالتأكيد له تأثير سلبي على انتشار الدعوة ..

للاجابة على السؤال يجب ان نرجع الى تلك الفترة التاريخية .. كانت القوى السياسية والدول والامبراطوريات في حالة تدافع و صراع دائم ومستمر .. بمعنى ان دولتك ان لم تكن تتسع فهي مهددة بخطر التقلص من قبل الجيران .. فإن لم تحاربهم حاربوك .. وان لم تبادرهم بادروك .. لذلك يفسر البعض الفتوحات انها لا تخرج من دائرة الدفاع عن النفس ..
ففي احدى الاراء لاتكون الخيارات الثلاثة ( الاسلام او الجزية او الحرب) الا في حالة انت في حاجة الى الحرب لحماية نفسك .. اي انه لا حرب او عنف ضد الكفار الا في حالة اعتدائهم علينا او في حالة ردع الظالم والدفاع عن المظلوم ..

ولكن البعض يستدل بآية السيف " فإذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد" ..وان قتال الكفار واجب عموما بهذا الدليل ... قرأت كلاما جميلا لجفري لانج عن هذه المسألة :" ويبدو لي انه لايوجد اي تعارض بين اية السيف والايات الاخرى والتي تحرم العدوان العسكري .. اذ ان اية السيف نزلت في قريش في نقضهم لصلح الحديبية اي ان هذا النص لايتعارض وانما تشرع هذا الرد لمن ينقض العهد مع المسلمين .. وما دام ان هناك اوامر الهية تعالج ظروفا مختلفة فليس ثمة سبب للتخمين بوجود تعارض بينها .."

وانا افكر في مسألة وجدت حديثا صريحا يدل على وجوب قتال الناس ليدخلوا في الاسلام : (أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقِّها، وحسابهم على الله)
لكن –استاذي- نقل لي كلاما لابن تيمية في هذا الحديث : "وقول النبي صلى الله عليه وسلم : (أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقِّها، وحسابهم على الله): هو ذكر للغاية التي يُباح قتالهم إليها، بحيث إذا فعلوها حرم قتالهم.والمعنى كما قال القرضاوي : أني لم أُؤمر بالقتال إلا إلى هذه الغاية. ليس المراد: أني أُمرتُ أن أقاتل كل أحد إلى هذه الغاية ! فإن هذا خلاف النصِّ والإجماع .. فإنه لم يفعل هذا قط بل كانت سيرته أن مَن سالمه لم يقاتله .


هناك 4 تعليقات:

mtlinjawi يقول...

بم بم .... رائع انت . ارحت قلبي

سلطان يقول...

رائع جدا أبان

هناك نقطة اعتقد اني قرأتها في كتاب لانغ وهي أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبدأ بقتال قط والخلفاء الراشدين من بعدهم ايضا فجميع غزوات الرسول ومعارك من بعده كانت ردا لتحركات العدو وتجاوزاتهم وانقطع كون الامر كذلك فيما بعد الا في عصر الخليفة عمر بن عبدالعزيز فأوقف فتح البلدان

رائع انت وجيفري :)

Mahaaj يقول...

رائع .. استفدت جدا بصراحة

رصف يقول...

<<<< يصفق

زمان, كان التناقض بين الكثير من الشعارات التي ترفعها المسلسلات في رمضان بالذات القناة الأولى آخر الليل, ومحاضرات طارق السويدان, وعمرو خالد والحبيب الجفري, وغيرهم؛ عن سماحة الإسلام. وبين ما أقرأه من مهاترات, ومناقشات, ومجادلات .. في المدرسة, المجالس, التحفيظ, وكل الناس المتدينين الذين يرون في السيف والقتل شريعة لنشر الإسلام, وذلك على الإطلاق .. وربما كان محرك ذلك الوضع السياسي ( الزبالة ) اللي كنا فيه ..

طبعًا الأوضاع تحسنت .. إلأا من شوية أفكار .. وهذه الأفكار لا تعدم أفكارًا أخرى تخالفها وتظهر الحق عند مجابهتها.

والحمد لله بعد الكثير من التشوش, ومع الكثير من القراءة والمتابعة الاحتكاك, وشوية توجيه .. أصبح الفرق واضحًا.

***

أبان انتا بطل


أيمن النقيب